عبد السلام البوسرغيني
أنتم أيها المسافرون إلى مراكش أو العائدون منها عرجوا ولو لمدة قصيرة على بن جرير واقصدوا مدينتها الخضراء لتروا ما صنعه وما أنجزه الإنسان المغربي في تلك البقعة الأرضية التي لم يكن فيها ما يبعث على الترحاب سواء لطقسها الحار أو لندرة الماء فيها
افعلوا ما فعلته بالأمس وأنا ذاهب إلى المدينة الحمراء فسترون المعجزة التي أنجزت هناك، لقد تحولت تلك البقعة من أرضنا الطيبة إلى مجال خصب تزدهر فيه الطبيعة وهي تحتضن مدينة علمية تتطلع إلى الوقت الذي تصبح فيه التوأمة المنافسة لمدينة العرفان بالعاصمة الرباط
تريد المدينة الخضراء في بن جرير أن تكون كذلك وهي تضم من بين ما تضمه معاهد عليا متعددة الاختصاصات وتنتظر من بين من تنتظر خريجي معهد المتفوقين من التلا منذ القادمين من مختلف أنحاء البلاد، ولقد أقيم هذا المعهد ليسع ثلاثة آلاف تلميذ وهو الان في أول عهده ولا يتعدى عدد الملتحقين به والمتابعين دراستهم فيه حاليا أربع ماءة تلميذ وتلميذة حسب ما ذكرت تلميذة صادفتها في مدخل المعهد.
وأنا تجول ببصري في ذلك المجال الواسع تبدو لي بنايات المؤسسات الجامعية التي شيدت في المدينة الخضراء وهي شامخة تضاهي من حيث جمال هندستهاما شيده الإنسان في مختلف أنحاء العالم.
هناك كما قيل لي معاهد على غرار المعاهد العليا الفرنسية التي تتقاسم معنا ميادين التكوين والبحث مع ما أنجز من معاهد في مدينتنا الخضراء كمدرسة البوليتكنيك ومدرسة المعادن ومركزالتكوين للطاقة الخضراء، وإلى جانبها يبدو المعهد الديني والثقافي شامخا في أراضي شاسعة وهو في أخر مراحل تشييده ليشهد بأننا في هذه الارض الطيبة أرض المغرب العزيز بقدر ما نحاول بناء الإنسان ماديا بتلقينه العلوم الطبيعية والتقنية بقدر ما نجتهد في بنائه روحيا بتلقينه العلوم الدينية والشرعية.
وأنا أقوم بزيارة سريعة لهذه المدينة التي رأت النور في ظرف وجيز وانبعثت من العدم ارى أن على رجال ونساء الاعلام أن يعرفونا بهذه مالمدينة الخضراء ليقدموا لنا ما استطاع الانسان المغربي إنجازه في ظرف وجيزلا يتعدى عشر سنوات اذا لم تخني الذاكرة ، فما تم تشييده من شوارع فسيحعة على امتدادات تقدر بعشرات الكيلومترات بأرصفتها الجميلة وما تم غرسه من زهور ونباتات وأشجار في كل الجوانب وما ينتشر من بنايات ومعالم وأحياء سكنية في تلك البقعة الشاسعةمن أراضي قبيلة الرحامنة العريقة المفتخرة بأبنائهاالاوفياء يعطي الدليل والبرهان على أنه إذا توفرت الإرادة السياسية والحكامة الجيدة بكل ما يكتنفها يمكن للإنسان ان يقدم المعجزات
فعرجوا أيها الناس على المدينة الخضراء في جرير لتروا المعجزة التي تحققت هناك.