قبل انتخاب حليمة يعقوب (أول أمس الأربعاء) رئيسة للبلاد، لم يشغل منصب الرئيس في سنغافورة من طائفة “الملايو” إلا شخص واحد هو يوسف إسحاق، الذي توجد صورته على العملة الوطنية للبلاد.. فمن تكون حليمة يعقوب؟ وكيف استطاعت كسر تقليد ظلّ يحكم البلاد لعقود؟
طفولة بئيسة وزواج من مهاجر يمني
كان والد حليمة حارساً فقيرا غادر الحياة وهي بعدُ في الثامنة من عمرها. اضطرّت الطفلة حليمة يعقوب، عامين بعد ذلك، إلى مساعدة والدتها في محل صغير لبيع الأطعمة وفي عمليات الغسل والتنظيف والسخرة. لكنّ ظروفها الصعبة لم تُثنها عن مواصلة دراستها، إذ كان حلمها هو التخرّج والحصول على وظيفة تُنقذ بها والدتها من براثن الفقر والبؤس، اللذين طبعا حياة آل يعقوب طيلة سنوات.
في 1980، وبعد تخرّجها بسنتين، تزوجت حليمة يعقوب بزميلها في الدراسة، اليمني المهاجر محمد عبد الله الحبشي، وهو رجل أعمال متقاعد يتحدّر من محافظة حضرموت، ورُزقا بخمسة أولاد.
مسار دراسيّ متميز ومناصب رفيعة
رأت أول رئيسة مسلمة لسنغافورة النور قبل 62 عاماً، من أب هندي وأم مالوية، تخرّجت في 1978 من كلية الحقوق في جامعة سنغافورة، وفي العام ذاته بدأت سيرتها المهنية مع المؤتمر الوطني لاتحاد النقابات المهنية (NTUC). شغلت حليمة يعقوب مناصب عدة، منها مديرة معهد سنغافورة لدراسات سوق العمل، ومديرة أمانة تنمية المرأة ومديرة إدارة الخدمات القانونية، ومنصب نائبة الأمين العام للمؤتمر الوطني لاتحاد النقابات المهنية.
في 2001، حصلت على شهادة ماجستير في القانون من جامعة سنغافورة الوطنية. وفي عام 2016، مُنحت شهادة دكتوراه فخرية في القانون من جامعة سنغافورة الوطنية. كما ترأست عدة مجالس مثل مجلس رعاية تماسك ومجلس الإسكان والتنمية، ومجلس التنمية الاقتصادية، ومجلس أمناء جامعة سنغافورة الوطنية، ومجلس حكام نايانغ بوليتكنيك، ومحكمة صيانة حقوق الآباء، ومجلس منداكي. كما انتخبت عضوا في الهيئة الإدارية لمنظمة العمل الدولية (ويوجد مقرها في جنيف). وانتُخبت عضوا في البرلمان البلاد منذ عام 2001.
عملت حليمة يعقوب في لجنة الدائرة الانتخابية للتمثيل الجماعي “جيورونغ”، ثم في لجنة الدائرة الانتخابية للتمثيل الجماعي “مارسيلينغ-يو-تي” في 2015. كما تولت منصب وزيرة دولة في وزارة التنمية الاجتماعية والأسرية.
تكريمات تليق برئيسة مستقبلية
تم، في 2001 تكريم حليمة يعقوب ومنحها جائزة “بيريتا هاريان” (صاحب الإنجاز الأفضل في العام). كما اختارتها مجلة “Her” العالمية ضمن قائمة “نساء العام” في 2004. ومُنحت حليمة جائزة البطلة “AWARE” عام 2011. إلى جانب تكريمها بإدخال اسمها في “قاعة الشهرة” لنساء سنغافورة في 2014. وشغلت حليمة يعقوب منصب رئيس البرلمان منذ يناير 2013 حتى الشهر الماضي.
وتعد حليمة يعقوب ثاني رئيس من طائفة “الملايو” في سنغافورة، بعد يوسف إسحاق، الذي تولى منصبه مباشرة بعد استقلال البلاد عن ماليزيا في 1965. وهي ثاني مسلم يتسلم المنصب بعد إسحاق أيضا، رغم أن المسلمين ليسوا أغلبية السكان، إذ لا تتجاوز نسبتهم 14%.