يوسف المرزوقي- الرباط
طالت موجة عارمة من السخرية وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، بعد أن تلفظ بعبارات ”سوقية” في وجه مسؤول بارز بمدينة تارودانت.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي، وبالأخص ”فيسبوك”، بسخرية عارمة من الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، بسبب تصرف غير لائق، السبت الماضي، في وجه المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بتارودانت.
وشنت البرلمانية السابقة عن حزب الاتحاد الاشتراكي، حنان رحاب، هجوما لاذعا على وهبي، وقالت معلقة على كلامه، في تدوينة تحمل وسم ( ريحة- التقاشر)، إن ”كثيرون لم يتعرفوا على الشخص الذي توجه له وهبي ببذاءة”.
وأضافت ”يتعلق الأمر بالمدير الإقليمي لوزارة الثقافة لتارودانت وطاطا. الأستاذ عبد القادر صابر يشهد له الجميع في تارودانت وطاطا بالتفاني في العمل والتواضع ومساعدة الجمعيات الثقافية…”.
وقالت ”حين يتوجه شخص يتحمل حقيبة العدل بلغة مشبعة بالسلطوية وهو يخاطب مسؤولا عن الشأن الثقافي، فهذا على المستوى الرمزي يعطي صورة عن مسؤول يفضل الهراوة على الكتاب….”.
وختمت تدوينتها المطولة بلغة لا تخلو من التهكم، بالقول ”ربما رأى السيد وهبي جوارب في منامه، وعند بن سيرين في تفسير الأحلام، أن رؤية الجوارب تعني الرغبة في المزيد من كسب المال إذا لبسها الشخص، أما إذا خلعها، فهي تذكير بوجوب رد الأمانة لأصحابها….”.
الحسين يزي؛ قيدوم الصحفيين المغاربة، كتب معلقا على الحادثة ”احترموا السبق …أنا سابقكم فهادشي ديال التقاشر…سبق لي تشكيت من كيفاش أن التقاشر ما كيبقاوش مع بعضياتهم…وديما فردة تالفة على أختها، واخا تحضي معاهم. وتشكيت أيضا، خلال 2017 من كون التقاشر كيتقطعوا من جهة الأصبع ..”.
أما المخرج المغربي، الهواري الغباري، فكتب ”عندما ينحني شخص ليعرف لون تقاشرك، فانه يعطيك فرصة مشاهدة لون أشياء أخرى..مثل ميتافيزيقي”، قبل أن يعلق عليه احدهم أن وهبي ” أول وزير غادي يطير في التعديل الحكومي”.
حسام الكوينة، عضو حزب الاستقلال بمدينة اكادير، كتب في صفحته متهكما ”أجدد عمليات التنصت والمراقبة المغربية… جي بي إس فالتقشيرة”.
من جهته كتب الصحفي عبد القادر الفطواكي، متهكما على الأمر كذلك ”جميعا من أجل إحداث وزارة “التقاشر”.
ولم يجد وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، من يفرغ عليه عجرفته وعنتريته، سوى المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بتارودانت، عبد القادر صابر، ليهينه بعبارات شعبوية أمام الملأ، أثارت حفيظة العديد من المغاربة.
ولم يملك صابر سوى ”الصبر” لعبد اللطيف وهبي؛ المفروض فيه أن يكون قدوة في حسن الخلق نظرا لمنصبه الوزاري؛ حين تفاجأ في افتتاح المركز الثقافي بتارودانت، السبت الماضي، بالوزير يوجه له عبارات ”سوقية” لا تليق بمنصب مسؤول، وقال له ”أنا وزير العدل والمؤسسات كلها كتشتاغل معايا.. كنعرف لون التقاشر اللي لابس”، وذلك أمام استغراب المسؤولين الحاضرين، بما فيهم وزير الثقافة المهدي بنسعيد وعامل إقليم تارودانت وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية الهامة.
هذا ”الإحتقار” الصادر عن وهبي، أثار غضب مغاربة، واعتبروا أن ما تفوه به كلام غير ”مسؤول” ولا يليق بمحامي يحمل صفة وزير العدل في الحكومة، ودفعهم الأمر نحو المطالبة بتقديم الاعتذار للمدير الإقليمي للثقافة بمسقط رأس وهبي.