24ساعة-متابعة
عينت روسيا الاتحادية ألكساي صولوماتين، سفيرا جديدا لها لدى الجزائر. بعد أشهر من وفاة سفيرها السابق فاليريان شوفاييف،
السفير الجديد ألكساي صولوماتين،الذي سلم أوراق اعتماده لوزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف. وذلك في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية بين موسكو والجزائر فتورا ملحوظا بسبب التباين في المواقف. خاصة فيما يتعلق ببعض القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ويرى مراقبون أن من أبرز القضايا التي أسهمت في هذا الفتور هو دور مجموعة فاغنر الروسية في منطقة الساحل الإفريقي. فمنذ استيلاء الحكومة الانتقالية في مالي على السلطة بعد انقلاب 2021. أصبح الدعم العسكري الروسي، بما في ذلك الدعم المقدم من مجموعة فاغنر لحكام مالي. محط أنظار الجزائر التي تنظر لهذا الدعم بكثير من التوجس والريبة. خاصة في ظل العلاقات المتوترة بين هذه الأخيرة والسلطات الحاكمة في باماكو.
نزاع الصحراء عامل آخر في الفتور بين الجزائر وموسكو
إلى جانب موضوع فاغنر، يضاف نزاع الصحراء كعامل آخر في الفتور بين الجزائر وموسكو، فهذه الأخيرة لا تبدي حماسا كافيا في دعم الموقف الجزائري بشأن هذا الملف الذي يعد مركزيا في السياسة الخارجية الجزائرية،
وقد بدا عدم الحماس الروسي في دعم موقف الجزائر واضحا خلال المناقشات الأخيرة التي شهدها مجلس الأمن الدولي في أكتوبر الماضي، قبيل اعتماد قرار جديد لتمديد ولاية بعثة المينورسو، حيث لم تدعم روسيا التعديلات التي قدمها ممثل الجزائر بالمجلس.
إلى جانب التحديات المتمثلة في دور فاغنر والموقف من نزاع الصحراء، تنظر روسيا إلى التعاون العسكري بين الجزائر والولايات المتحدة بعين الريبة، ففي الآونة الأخيرة، وقع الجنرال سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري، على مذكرة تفاهم للتعاون العسكري مع القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (افريكوم)، وهي خطوة لم تلقى ترحيبا من موسكو، التي تعتبر الجزائر من أبرز شركائها العسكريين في منطقة شمال إفريقيا، ومن أكبر مستوردي الأسلحة الروسية.
ويرى مراقبون أن الجزائر باتت تنظر إلى موسكو على أنها حليف غير موثوق، خاصة بعد تخليها المفاجئ عن نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وقبله الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، حيث أظهرت روسيا كبلد مستعد لعقد صفقات مع القوى الغربية والإقليمية والتفاوض على ترتيبات سياسية من أجل الدفاع مصالحها الحيوية الخاصة، حتى ولو كلفها التضحية بحلفائها التقليديين، وهو ما عزز القناعة لدى صناع القرار في الجزائر بأن الرهان على روسيا وحدها قد لا يكون خيارا استراتيجيا مضمونا.