الرباط-متابعة
وجّه الملك محمد السادس، أول أمس السبت 29 يوليو، خطابا إلى شعبه الوفي بمناسبة عيد العرش المجيد الذي يصادف الذكرى الرابعة والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه الميامين.
وتحليلا لمضامين الخطاب السامي أكد المحلل السياسي، موسى المالكي في تصريح لـ “24 ساعة”، أن الذكرى الرابعة والعشرين لعيد العرش المجيد، كانت فرصة لتقديم حصيلة إنجازات المغرب على مستوى مساره التنموي في مختلف المجالات، وكذا أبعاده التنموية، بما في ذلك ما حققه ملف الوحدة الترابية الوطنية، بالإضافة إلى صمود الإقتصاد الوطني أمام التحديات الصعبة التي يطبعها سياق نيوستراتيحي الدولي، وأيضا تأثيرات إنعكاسات التغيرات المناخية التي أثرت سلبا على مجموعة من الإقتصاديات منها الإقتصاد المغربي، الذي جد وإجتهد لمقاومة هذه التأثيرات السلبية عبر مجمل البرامج والمشاريع ذات البعد الإستراتيجي، خاصة على مستوى الإنتقال الطاقي.
وأضاف موسى المالكي ، أن عيد العرش هذا كان مناسبة للتنويه بمنجزات أخرى كتلك التي حققها المنتخب الوطني المغربي في مونديال قطر، ببلوغه المربع الذهبي، وإحتلاله المركز الرابع عالميا، بإعتباره أول منتخب إفريقي وعربي يحقق هذا الإنجاز، بالإضافة إلى الترشيح المشترك إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال لتنظيم العرس الكروي العالمي مونديال 2030.
وأشار المحلل السياسي في تصريحه للجريدة، إلى أن الخطاب الملكي السامي عاد بنا إلى القيم المغربية الأصيلة التي تتجدر في المجتمع المغربي، في مقدمتها الجدية التي ينبغي أن تطبع كل النواحي، إجتماعيا، وإقتصاديا، وسياسيا، وجعل خدمة الوطن والمواطنين في المقام الأول، سواء تعلق الأمر بصحتهم أو تعليمهم، وفرص الشغل، والسكن والكرامة، وكذا حمايتهم الإجتماعية.
موسى المالكي، أكد على أن المسؤولين باتوا اليوم أمام فكرة طرح الجدية كمنهج متكامل يربط ممارسة المسؤولة بالمحاسبة، وإشاعة قيم الحكامة والعمل والإستحقاق، وكذا تكافئ الفرص، للنهوض بالأوضاع الإجتماعية على كل المستويات.
إلى جانب هذا ركز الخطاب السامي على ضرورة إستكمال ورش الحماية الإجتماعية، وجعله ركيزة أساسية في النموذج التنموي الجديد، من أجل صيانة كرامة المواطن المغربي، وأيضاً على أهمية الحكامة في تدبير الموارد المائية والتتبع الدقيق لكل مراحل تنفيذه، مع التنبيه على أنه لن يكون هناك أية تساهل مع كل أشكال سوء الحكامة والتدبير للموارد المائية. يضيف المحلل السياسي.
وأوضح المالكي، أن الذكرى الرابعة والعشرين لعيد العرش، أكد من خلالها الملك محمد السادس، على التمسك بالقيم الدينية الوطنية، وشعار المملكة المغربية الخالد، وكذا التشبث بالوحدة الترابية للبلاد، وصيانة الروابط الإجتماعية والعائلية من أجل مجتمع متضامن ومتماسك، لمواصلة المسار التنموي وتحقيق التقدم الإجتماعي، مشيراً إلى أن هذه القيم هي أركان ضمان الصمود والإستمرارية ضمن عالم تطبعه التحديات والصعوبات التي مست بالأساس منظومة القيم والمرجعيات.
وختم المحلل السياسي كلامه، بحكامة المملكة المغربية في مد اليد لإخواننا الجزائريين، قيادة وشعبا، وتأكيد الملك محمد السادس في خطابه السامي أن المغرب لن يكون أبدا مصدر أي شر أو سوء للجارة الجزائر، مشددا على الأهمية البالغة، التي يوليها المغرب لروابط المحبة والصداقة، والتبادل والتواصل بين الشعوب.
وأحيا الملك محمد السادس مساء أول أمس السبت الذكرى الرابعة والعشرين لإعتلاء جلالته عرش أسلافه المنعمين، حيث إستحضر والشعب المغربي أسمى مظاهر الفخر والاعتزاز، وقوة ومتانة الالتحام المكين الذي ما فتىء يجمعه بالعرش العلوي المجيد.
وتأتي هذه الذكرى المجيدة يوم 30 يوليوز من كل سنة، لتسلط الضوء على أواصر المحبة القوية، وتعلق الشعب المغربي الراسخ بجلالة الملك محمد السادس، رمز الأمة وموحدها، وباعث نهضة المغرب الحديث، الذي تمكن بفضل حنكة وتبصر وسداد رؤية جلالته وتجند أبناء هذا الوطن الأبي، من شق طريق التقدم والازدهار بكل عزم وتباث.
ويخلد المواطن المغربي هذه الذكرى الحافلة بالدلالات والحمولات التاريخية الوازنة، بتجديد تأكيده على متانة رابطة البيعة الشرعية، من خلال استحضار بعدها الديني القائم على التعاليم السديدة للدين الإسلامي الحنيف، وتشبته الراسخ بتخليد هذا العيد الوطني المجيد جريا على العادات والتقاليد العريقة للمملكة المغربية.
وفي غمرة الاحتفال بهذه الذكرى الوطنية العظيمة التي تؤرخ لاعتلاء أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، عرش أسلافه الميامين يوم 30 يوليوز من سنة 1999، يسترجع المغاربة أهم النضالات والملاحم الجهادية الخالدة التي خاضها كل من جده جلالة المغفور له الملك محمد الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما، جنبا إلى جنب مع أبناء الشعب المغربي، تمهيدا لقيام صرح مغرب الحرية والانفتاح والتقدم بجميع أوجهه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.