24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
في إطار مشاركته في أشغال الجمعية العامة الـ150 للاتحاد البرلماني الدولي. المنعقدة بجمهورية أوزبكستان، ألقى رئيس مجلس المستشارين المغربي، محمد ولد الرشيد. كلمة قوية وحازمة خلال جلسة “المناقشة العامة” التي خصصت لمناقشة موضوع “العمل البرلماني من أجل التنمية الاجتماعية والعدالة الاجتماعية”.
وقد شكلت هذه المداخلة فرصة للرد بقوة على المغالطات والادعاءات التي حاول رئيس البرلمان الجزائري ترويجها حول قضية الصحراء المغربية. مؤكدا بذلك الموقف الثابت للمملكة المغربية في الدفاع عن وحدتها الترابية.
استهل ولد الرشيد كلمته بالتأكيد على أن الفضاءات البرلمانية الدولية. مثل الاتحاد البرلماني الدولي. يجب أن تظل منصات للحوار البناء والتعاون المثمر بين الشعوب. بعيدا عن أي استغلال سياسي أو محاولات لفرض أجندات جيوسياسية ضيقة.
وفي هذا السياق، انتقد بشدة محاولات بعض الأطراف، وعلى رأسها ممثل الجزائر، تحويل هذه المناسبات إلى مسرح لتصفية الحسابات. معتبرا أن ذلك يتعارض مع الروح الأساسية التي أسست عليها هذه المنظمة الدولية. والتي تهدف إلى تعزيز السلام والتفاهم بين الأمم.
وأكد رئيس مجلس المستشارين أن قضية الصحراء المغربية ليست مجالا للمناورات السياسية في المحافل الدولية، بل هي شأن يتم معالجته حصرا تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة، التي تمثل الإطار الشرعي الوحيد للتعامل مع هذا النزاع الإقليمي المفتعل.
وأوضح أن أي محاولة للخروج عن هذا المسار الأممي ليست سوى تلاعب بالحقائق وتشويش على الجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي واقعي وعادل يحظى بتوافق جميع الأطراف. وبهذا، وضع ولد الرشيد النقاط على الحروف، مشددا على أن المغرب لن يقبل بأي انحراف عن المسار الأممي الذي يدعم مبادرة الحكم الذاتي كحل نهائي لهذا النزاع.
ما ميز كلمة ولد الرشيد هو قوتها المستمدة من شرعيته كممثل حقيقي لساكنة الصحراء المغربية. فقد اختتم مداخلته بالتأكيد على أنه لا يتحدث فقط بصفته رئيسا لمجلس المستشارين، بل كأحد أبناء الأقاليم الجنوبية للمملكة، ومنتخب في مجالسها المحلية والجهوية. وابن مدينة العيون، التي تعد كبرى حواضر الصحراء المغربية. هذا التأكيد لم يكن مجرد تعبير رمزي. بل رسالة واضحة تؤكد أن الشعب المغربي في أقاليمه الجنوبية هو من يقرر مصيره عبر ممثليه الشرعيين. وليس عبر أطراف خارجية تحاول فرض رؤيتها بأساليب بعيدة عن الواقع والشرعية.
بهذا الموقف الحازم، نجح ولد الرشيد في تعرية المغالطات التي حاول الجانب الجزائري الترويج لها. مؤكدا أن مثل هذه المحاولات لا تعكس إرادة صادقة للسلام، بل هي جزء من أجندة سياسية ضيقة تهدف إلى عرقلة التقدم نحو حل نهائي للنزاع.