24 ساعة-أمينة أسلم
يحتفل أهل مدينة سلا، بذكرى مولد الرسول محمد (ص) بطريقة خاصة جدا، من خلال حمل مجسمات كبيرة الحجم مصنوعة من خشب وشمع ملون، حملها رجال أشداء، وجابوا بها كبريات شوارع “سلا القديمة” او ما يطلق عليه الحي العتيق السلاوي، وذلك قبل الوصول إلى أشهر ساحة في المدينة.
وتعود فكرة الموكب، إلى فترة السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي، الذي اقتبس الفكرة، عندما زار إسطنبول قبل توليه السلطنة، وعاهد نفسه بتطبيق موكب شبيه بما رآه لدى العثمانيين.
ويجوب الموكب شوارع المدينة، في صورة جميلة تجمع بين تقاليد الماضي، واستمرار محبة خير الأنام في الحاضر.
يقول عبد المجيد الحسوني، “نقيب الشرفاء الحسونيين”، إن الموكب يعكس شغف المغاربة في الاحتفال بمولد الرسول محمد، ويرسخ مبادئ التسامح والسلام”.
︎خصائص الموكب :
تشكّل المجسمات المزخرفة بالشمع أهم عناصر الموكب
تُصنع قطع صغيرة من الشمع بألوان متعددة بعد وضعها في قوالب خاصة، ثم تلصق على هياكل خشبية على شكل فسيفساء، فتأخذ المجسمات الشمعية أشكال مآذن وقبب حسب شكل المعمار الإسلامي. هذا الفن توارثته عائلات على مدى قرون.
تبدأ احتفالات موكب الشموع بعد العصر ، إذ يُطاف بتلك المجسمات التي يصل وزن بعضها إلى 50 كيلوغراماً في بعض شوارع المدينة العتيقة، يتم ترقيص تلك المجسمات على أنغام بعض فرق التراث الشعبي الآتية من مختلف مناطق المغرب، مثل عيساوة وكناوة. وأصبحت خلال السنوات الماضية تشارك في الموكب بعض الفرق التراثية الإفريقية.
لدى وصول الموكب إلى ضريح الولي عبد الله بن حسون، تؤدى رقصة الشمعة التي يتم خلالها تعليق مجسم ولفه على أنغام الموسيقى الأندلسية، ثم تُقام ليلية صوفية تتخللها حلقات للسماع والمديح.
بالاضافة الى الفرقة الموسيقية ”عيساوة وكناوة وعبادات الرمى ودقة المراكشية والطقطوقة الجبلية بمدينة سلا حيث ينظم موكب خاص و فريد من نوعه كل عام يعرف بموكب الشموع ويسميه السلاويون “دُور الشمع”.
وللإشارة فإن العالم الإسلامي يحتفل بذكرى المولد النبوي الأحد، فيما تختلف الاحتفالات بمدن المملكة، بين تنظيم مواكب وملتقيات في المؤسسات والزوايا.