بدر إمديد-الدار البيضاء
كرة القدم افيون الشعوب، عبارة لطالما تم ذكرها من طرف جميع عشاق المستديرة في ربوع وارجاء القارات الخامس، وان اعتبرها البعض انها فقط مضيعة للوقت وشيء تافه ليس له مكان في قاموس الانسان العاقل، الا ان كاس العالم كانت وستزال هي النقطة التي تؤكد على قوة هذه الرياضة في سائر ربوع العالم.
المسابقة التي يجتمع فيها العالم، على ارض بلاد وحدة ليساند كل مشجع بلده بطريقته، بل هنالك دول لم يتسنى لها التأهل اليه، لكن تجد مشجعين من تلك دول حاضرة وتساند بقوة منتخبات أخرى، إلا أن لهذه المتعة ثمنا، موعد هذه المنافسة الذي يقام كل أربع سنوات ويستقطب مئات الملايين من المشاهدين، يشكل دائما استثناء تجاري بالنسبة لجميع القطاعات المتعلقة بكرة القدم.
ومن بين الأمثلة التي تستغل هذه التظاهرة من اجل تحقيق نسبة مهمة من الأرباح، نجد ابرزها هي المقاهي، بحيث اذ مررت بإحداها خلال هذه الأيام لن تجد مقعد فراغ، الكل متشوق لمتابعة جميع المباريات، وفي تصريح لمدير مقهى لجريدة 24 ساعة، عن مدى الربح الذي تجنيه المقاهي خلال هذه الفترة، اكد على انه بعد جائحة كورونا، لم يشهد على اقبال كبير مثل الذي يعرفه في هذه الأيام، بل انه سارع من اجل اقتناء جهاز تلفاز جديد وكراسي، من اجل تجنب الاكتظاظ الذي تشهده المقهى مند بداية المسابقة، مؤكدا على ان المغاربة شعب يعشق الكرة لحد الجنون، وانه شاهد على العديد من زبنائه الذين يقومون بمغادرة مقر عملهم باكرا من اجل مشاهدة مباريات المونديال.
وعلى جانب اخر، عرفت الأيام الأخيرة، اقبالا كبير على اقمصة المنتخب الوطني المغربي، ومنتوجات النخبة الوطنية، خاصة بعد الأداء المتميز الذي بصم عليه رفقاء اشرف حكيمي خلال مباراتهم الأولى امام المنتخب الكرواتي، وصيف النسخة السابقة، وفي سؤال لاحد التجار للمنتوجات الرياضية، أجاب على انه اعتاد المغاربة انتظار المونديال كل أربع سنوات بشغف، من اجل اقتناء قمصان للمنتخبات الأخرى المشاركة في هذه التظاهرة، الا ان هذه السنة مغايرة، اذ تشهد السوق بيع كبير وقياسي لقمصان المنتخب المغربي والأعلام الوطنية، وذلك رجع بالأساس لمشاركة “أسود الأطلس” للمرة الثانية على التوالي، والسادسة في تاريخهم في نهائيات بطولة كأس العالم.
وعلى غرار المقاهي والمحالات لبيع المنتوجات الرياضية، شهدت سوق أجهزة التلفاز هي الأخرى روجا كبيرا، بسبب عدد الطلب على مشاهدة مباريات المونديال، وحسب مسؤول عن قسم “الأجهزة السمعية والبصرية” في سوق ممتازة بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، فإن مستوى مبيعات أجهزة التلفاز عرف اقبالا محترما على شراء أجهزة التلفاز من اجل متابعة احداث المونديال، مشيرا على انه لطالما شكلت بطولة كأس العالم لكرة القدم فرصة ثمينة لإنعاش سوق أجهزة التلفاز.