24ساعة-و م ع
إلى إحدى المقاهي بوسط العاصمة الاقتصادية تحج يوميا العديد من الفتيات والنساء، بعضهن يصطحبن أبناءهن وبناتهن، إما لاحتساء قهوة أو شرب شاي أو تبادل الآراء. وفي هذه الأيام، أضحى هذا المقهى قبلة للنساء الشغوفات بكرة القدم، حيث يتتبعن أطوار المقابلات الساخنة في إطار كأس العالم المنظم بدولة قطر، ويعطين بذلك لمسة أنثوية لهذا المونديال الاستثنائي بكل المقاييس.
لم يكن يوم الأحد يوما عاديا، فقد كان هؤلاء النسوة، ومعهم ملايين المغاربة في الموعد بمناسبة النزال القوي الذي جمع المنتخب المغربي بنظيره البلجيكي، والذي أسفر عن انتصار الأسود بهدفين مستحقين مقابل صفر للشياطين الحمر.
ومنذ انطلاق صافرة الحكم معلنا بدء النزال، انطلقت معه زغاريد الحاضرات وأهازيجهن وصيحاتهن وهتافات حولت هذا المقهى إلى مكان حقيقي للاحتفال على الطريقة المغربية.
كانت المقهى قد تزينت وتجملت بالأعلام الوطنية والورود بكل الألوان، وأثثت جنباتها بدراجات هوائية وبالونات ورسوم وردية معلنة خصوصية المكان وأهمية الحدث، وذلك احتفاء بهذه التظاهرة الكروية الكبرى وكذا بالعنصر النسوي الذي يحج بكثرة لهذا الفضاء الجميل، والذي أضفى كل أجواء الاحتفال فرحا بزئير الأسود أمام فريق كبير يحسب له ألف حساب، وهو المنتخب البلجيكي.
في النزال مع بلجيكا، الذي اتخذ شكلا مغايرا من حيث الديكور والأجواء داخل هذه المقهى، كان هناك تفاعل مع كل صغيرة وكبيرة في المباراة من خلال كل أصناف التشجيع التي تمزج بين الصيحات والرقص، وكل هؤلاء الفتيات والنساء يرتدين قميص المنتخب الوطني ويحملن الأعلام الوطنية في جو حماسي منقطع النظير.
فتيات ونساء العاصمة الاقتصادية المعروفات بولعهن الشديد بالرياضة عامة وكرة القدم خاصة أضفين أجواء حماسية جميلة كانت تتأجج مع كل لمسة، وتهتز مع كل تمريرة وكل تسديدة. ت حبس الأنفاس مع كل هجمة للخصم، فيغدو التقرب والتضرع وجهان لعملة واحدة، هي عملة حب الكرة وحب الفريق وحب الوطن.. أحاسيس تتبلور في صيغة المؤنث خلال هذا العرس الكروي العالمي الذي يبصم فيه المنتخب المغربي على مشاركة متفردة.
هذه المقهى المتواجدة بشارع الزرقطوني، والتي تعرفها ساكنة الدار البيضاء جيدا، ممنوعة تماما على أي رجل غير مرافق لأسرته، تفاديا لكل ما من شأنه تعكير أجواء احتفالات المونديال داخل المقهى خاصة من جانب بعض المشاغبين، وهو ما أسر به لقناة M24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، يوسف لعوينة صاحب هذه المقهى.
ومن أجل التدقيق في هذا الجانب، أوضح لعوينة أن هذه المقهى تقدم خدماتها طيلة السنة حصريا للأسر مع تردد العنصر النسوي عليها بنسبة تقارب 80 بالمائة، ما يضمن أجواء عائلية مطبوعة بكثير من الاحترام، وهو ما ترغب فيه الكثير من الأسر التي تشكل زبناء هذا الفضاء.
وتابع أنه خلال مونديال كرة القدم قطر، تم تجهيز المقهى وتزيينها بشكل يليق بمكانة عدد كبير من الفتيات والنساء من زبناء المقهى اللواتي يحرصن على مشاهدة مختلف مباريات كرة القدم خلال هذا العرس الكروي العالمي.
فضاء جميل خاص بالفتيات والنساء المغربيات والأجنبيات المقيمات في المغرب، وهي فكرة فريدة تستهدف زبناء من نوع خاص لا يرغبن في التواجد ضمن فضاء يعيش أجواء وحماسا يخرج على اللباقة والاحترام .. من هنا جاءت فكرة إنشاء مقهى موجه حصرا للأسر.
ومع سماع صافرة النهاية معلنة تغلب الأسود على الشياطين الحمر انطلقت الزغاريد التي امتزجت بأداء النشيد الوطني في مشهد يختزل فرحة كل المغاربة بهذا الفوز الثمين وافتخارهم بالمنتخب وبالناخب الوطني وتطلعهم للأطوار القادمة من المونديال التي سيكون فيها المغرب معادلة صعبة على خصومه.