24 ساعة-متابعة
في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز “المحور الاقتصادي الكتالوني المغربي”، أنهت جمعية أرباب العمل الكاتالونية “فومينت ديل تريبال” مهمة تجارية ومؤسسية ناجحة إلى المغرب، تركزت على استغلال الفرص الاستثمارية الهائلة التي يتيحها تنظيم كأس العالم 2030 بالمشاركة بين المغرب وإسبانيا والبرتغال.
وامتدت هذه المهمة التجارية، من الثلاثاء إلى الخميس، وجاءت تكملة لزيارة سابقة خلال سنة 2024، والتي حددت هدفا طموحا لمضاعفة مبيعات الشركات الكاتالونية في المملكة المغربية بحلول عام 2030. وتأكيدا على النمو المتسارع، بلغت مبيعات الشركات الكاتالونية في المغرب 2.157 مليار يورو في عام 2023، مسجلة زيادة قدرها 93% عن العام السابق.
وأوضحت “فومينت ديل تريبال” أن أكثر من 1500 شركة كاتالونية تصدر حالياً إلى المغرب، مع وجود حوالي 200 شركة منها تتخذ من المغرب مقراً لها.
وشددت الجمعية على أن استضافة كأس العالم 2030 “فتح أفقًا استثماريًا واعدًا للغاية”، مما يعزز من أهمية الشراكة الاقتصادية بين الجانبين.
ترأس الوفد الكاتالوني، الذي ضم 30 من قادة الأعمال، رئيس “فومينت” جوزيب سانشيز ليبري، الذي أجرى لقاءات رفيعة المستوى مع مؤسسات حكومية واقتصادية في طنجة، الرباط، والدار البيضاء.
إثر ذلك، وقعت الحكومة المغربية وعدد من الشركات الكاتالونية أربع مذكرات تفاهم في الرباط لتنفيذ مشاريع استثمارية بقيمة إجمالية قدرها 500 مليون درهم مغربي (حوالي 48 مليون يورو).
ومن المتوقع أن تساهم هذه المشاريع في خلق أكثر من 700 فرصة عمل مباشرة في مدن طنجة وتطوان والقنيطرة.
تتضمن المشاريع مجالات حيوية ومتنوعة تشمل صناعة السيارات، استعادة النفايات، التعبئة، ومواد البناء، مما يعكس اهتمام الشركات الكاتالونية بقطاعات استراتيجية في الاقتصاد المغربي.
وفي هذا الصدد، أكد كريم زيدان، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، أن هذه الاستثمارات تأتي في إطار جهود المغرب الدؤوبة لجذب الاستثمارات الأجنبية، مشدداً على أن المملكة تسعى إلى تعزيز مكانتها كمنصة إقليمية تنافسية ومستدامة. وأشار زيدان إلى أن ثقة الشركات الكاتالونية في المناخ الاستثماري المغربي تمثل دعماً قوياً لهذا التوجه الاستراتيجي للمملكة.
من جانبه، أعرب جوزيب سانشيز-ليبري، عن ارتياحه العميق للاستقبال الحار الذي لقيه الوفد في المغرب، مؤكداً التزام الشركات الكاتالونية بتوسيع عملياتها في السوق المغربية. كما أعلن سانشيز-ليبري أن وفداً جديداً يضم حوالي عشرين شركة كاتالونية سيزور المغرب في أقل من عام لاستكشاف فرص استثمارية إضافية، مما يؤشر إلى اهتمام متزايد بتعزيز التعاون الاقتصادي.
فيما أكد كل من سفير إسبانيا بالمغرب، إنريكي أوخيدا فيلا، ورئيس المجلس الاقتصادي المغربي الإسباني، عادل الرايس، أن هذه الاتفاقيات تعزز الشراكة الاستراتيجية القوية بين البلدين.
ويأتي هذا التطور في إطار مبادرات الترويج “المغرب الآن”، التي ساهمت في دفع التعاون الثنائي نحو آفاق أوسع في مجالي الاستثمار والتجارة، مما يعكس التزام الطرفين بتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية.
وفي إشارة إلى تعزيز هذه الشراكة، أعلن سانشيز ليبري أن “فومينت” ستعود إلى المغرب خلال العام “بمشاريع أكثر أهمية”، مشيراً إلى أن “اليوم هناك بالفعل شركات تبرم صفقات مع شركات كاتالونية”.
وكشف عن تشكيل “فريق لدوري الأبطال” يضم السفارة الإسبانية، والمجلس الاقتصادي المغربي الإسباني، والحكومة المغربية، لتعزيز التنسيق وتسهيل الاستثمارات.
من جانبه، أكد كليمنتي غونزاليس، الرئيس المشارك لجمعية سيمايس، أن “قرب الحكومة المغربية من المشاريع الخاصة يسهل وصول الشركات الإسبانية”.
كما شدد عادل الرايس، الرئيس المشارك لـ “سيمايس”، على الدور الفعال لـ “فومينت”، معتبراً إياها “شريكًا استراتيجيًا ليس فقط للشركات الكاتالونية، بل أيضًا للحكومة المغربية ومجتمع الأعمال. معًا، يمكننا المضي قدمًا إلى أبعد مدى”.
وتؤكد هذه التحركات التزام الجانبين بتعميق العلاقات الاقتصادية والاستفادة القصوى من الفرص التي توفرها استضافة كأس العالم 2030، لتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل في كلتا المنطقتين.