24 ساعة – الرباط
قالت صحيفة “ميدل ايست” أن موقف البوليساريو المعبر عنه يوم أمس الثلاثاء، خلال ندوة صحفية نظمتها الجبهة، بمشاركة الممثل الدائم لجبهة بوليساريو لدى الأمم المتحدة عمر سيد محمد والتي أشارت عن استعدادها لاستئناف المفاوضات مع الأمم المتحدة حول وضع الصحراء المغربية، وأنها “لا تنوي وقف الكفاح المسلح”، ينم عن ضعف وانكسار بعد نجاح المغرب في عزلها دوليا وإقليميا.
وأضافت الصحيفة أن الجبهة، لم تعد تملك أي خيار إلا العودة للمفاوضات بعد أن ضيّعت عشرات الفرص للتسوية السلمية للنزاع. وحتى ما تسميه بـ”الكفاح المسلح” فهو خيار لا تتجرأ على تفعيله باستثناء خروقات يائسة لاتفاق وقف إطلاق النار حتى تبقي على ضجيج الأزمة المفتعلة.
وبدا خطاب البوليساريو أقل حدة من خطابات سابقة رفعت فيها شعار التصعيد وأعلنت فيها أيضا تحللها من اتفاق وقف إطلاق النار بعد التحرك العسكري المغربي لإعادة فتح معبر الكركرات التي أغلقه الانفصاليون لثلاثة أسابيع.
وجاء طلب البوليساريو بالتزامن مع نشر الموقع الرسمي للأمم المتحدة قرار اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، ما يؤكد الالتزام الأميركي بتنزيل مضامين الاتفاق بين العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس دونالد ترامب الذي غادر البيت الأبيض يوم أمس الأربعاء.
ونقلت “ميدل ايست” ما قاله سيدي ولد أوكال الأمين العام لما تسميها الجبهة الانفصالية وزارة الأمن “في المدة الماضية أعطينا ثقة كاملة للمجتمع الدولي وأوقفنا الكفاح بصفة نهائية وانتظرنا 30 سنة. 30 سنة من المماطلة والوعود الكاذبة والانتظار الممل”.مضيفا “بالنسبة لنا هذا الكفاح سيستمر. هناك مفاوضات وليست هناك مفاوضات. وهذا انطلاقا من التجربة الماضية للشعب الصحراوي”.
وفقدت البوليساريو في 2020 معظم أحزمة الإسناد والدعم التي كانت توفر لها غطاء سياسيا وتروج لانفصال الصحراء تحت غطاء مظلومية مزعومة. وباستثناء الجزائر، لم تعد تحظ بدعم يذكر أو وازن لا إقليميا ولا دوليا.
وأكد ذات المصدر أن حتى الدعم الجزائري فإنه مرجح للاهتزاز، فالجزائر تواجه أزمة غير مسبوقة وحالة من عدم الاستقرار السياسي على ضوء مرض الرئيس عبدالمجيد تبون وغيابه للمرة الثانية عن ممارسة مهامه منذ نحو عام من توليه السلطة.
وأربك فتح العديد من الدول الإفريقية والعربية والغربية ممثليات دبلوماسية لها في الصحراء، الجبهة الانفصالية التي انحسرت خياراتها في مواجهة الاعترافات الدولية والإقليمية المتتالية بمغربية الصحراء.
وشكل الاعتراف الأميركي ضربة قاصمة للانفصاليين ودفعهم إلى البحث عن بديل للتصعيد، فيما تحاول البوليساريو التكتم على حالة الإرباك والوهن الذي باتت تعيشه مخافة أن يثير ذلك انشقاقات وانقسامات في صفوفها وفي صفوف من تحتجزهم في مخيمات تندوف تحت حراب وتمنيهم باستقلال وهمي للصحراء.