وجدة-إدريس العولة
تختلف ساكنة جهة الشرق، على باقي جهات المملكة المغربية، على مستوى الطقوس والعادات التي تهم الإحتفالات ببعض المناسبات الدينية، وتبقى من بين هذه المناسبات الدينية التي تشهد اختلافا ملحوظا لدى ساكنة المنطقة الشرقية، ذكرى الإحتفال بالمولد النبوي الشريف، فالإضافة إلى مجالس الذكر بمختلف مساجد المدينة، وإقامة الليالي الدينية بالمنازل إحياء لهذه الذكرى وغيرها من الطقوس الأخرى ذات الطابع الديني، تتميز المنطقة بطقوس أخرى عن باقي مناطق المغرب.
ويتمثل هذا الإختلاف بشكل أساسى لدى ساكنة جهة الشرق، على مستوى موائد الأكل، إذ تبقى الأكلة المميزة لدى غالبية الساكنة خلال هذه المناسبة وجبة ” بركوكش” باستعمال مادة ” لكليلة” وكذا أكلة تسمى ” تاقنتة” وهي شبيهة ب ” الزميتة” وتتكون إضافة إلى الدقيق والسكر، من مسحوق المكسرات من جوز و لوز وكاوكاوا وغيرها من المواد الأخرى دون الحديث عن وجبة الكسكس التي تحضر في الصحون وتوزع على المساجد والزوايا الدينية وحتى في الشوارع والأزقة بالأحياء الشعبية.
إقرأ أيضا: هام للمغاربة ..انطلاق قرعة الهجرة إلى أمريكا يوم 5 أكتوبر القادم
وتبقى النقطة المثيرة جدا، بمدينة وجدة ومعها باقي مدن منطقة الشرق، خلال الإحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، الإستعمال المفرط للشهب الإصطناعية والمفرقعات، إذ تعيش المدينة ليالي بيضاء، وتتحول سماءها إلى أدخنة سوداء ولا صوت يعلو على ذوي الانفجارات القوية التي تهز مختلف الأحياء بالمدينة، يخال للمرء في بداية الأمر أنه أمام حرب مدمرة، وخاصة بعد لجوء بعض الشباب إلى صنع مفقرعات خطيرة من خلال الإعتماد على مزج بعض المواد الكيميائية مع بعضها، من قبيل حامض النتريك ” الما القاطع” ومادة تسمى ” الكاربيل” وهي مادة كانت تستعملها الساكنة قديما في الإنارة.
وأمام التهافت الكبير من قبل ساكنة المنطقة الشرقية على الشهب الإصطناعية والمفرقعات خلال مناسبة ذكرى مولد النبوي الشريف، يلجأ العديد من التجار الذين يشتغلون في مجال التهريب إلى إغراق أسواق المدينة بالمفرقعات المحظورة بالنظر إلى خطورتها البالغة على صحة المواطنين وممتلكاتهم، وبعد اختلاط أسماء هذه المفرقعات على شباب المدينة، اهتدوا إلى إطلاق عليها أسماء نجوم كرة القدم من قبيل ” زيدان، رونالدو، نايمار، ميسي ، وغيرهم من نجوم الكرة، وتبقى الصواريخ والمفرقعات التي تحمل إسم النجم الأرجنتيني ” ميسي” الأخطر على الإطلاق إذ غالبا ما تشكل إزعاجا كبيرا لساكنة مدينة وجدة، وتتسبب في حوادث خطيرة لبعض الشباب والأطفال تصل إلى حد الإصابة بعاهة مستديمة .
وإلى ذلك، وعلاقة بالموضوع ، فقد تمكنت فرقة محاربة العصابات بأمن وجدة مساء أمس الخميس، من حجز ومصادرة حوالي 63 ألف وحدة من المفرقعات والشهب الإصطناعية المهربة، تم العثور عليها داخل منزل بأحد أحياء المدينة.