24 ساعة-متابعة
في رحلة استثنائية عبر الزمن، يفتح لنا صلاح الوديع أبواب ذكرياته في مذكراته الجديدة “ميموزا”. سيرة ناجٍ من القرن العشرين. يروي الوديع، الشاعر والمعتقل السياسي، قصة نضاله واعتقاله هو وعائلته. وكيف شكلت هذه التجربة هويته وفلسفته في الحياة.
تبدأ الرحلة مع طفولة قضت في كنف أسرة سياسية، ثم تتابع مع سنوات السجن القاسية في “سنوات الرصاص”. حيث يتحدث الوديع عن رفاقه، وآلام التعذيب، والأمل الذي لم ينطفئ في قلبه. ولا يكتفي الوديع بتوثيق تجربته الشخصية، بل يتطرق أيضًا إلى قضايا أوسع مثل العدالة الانتقالية، ومسار “هيئة الإنصاف والمصالحة”، ودور الفرد في بناء مجتمع عادل وديمقراطي.
تتميز المذكرات بصراحتها وعمقها، حيث لا يتردد الوديع في طرح الأسئلة الصعبة وتوجيه الانتقادات اللاذعة. فهو يستعرض بجرأة تناقضات المجتمع المغربي، ويحذر من مخاطر النسيان والتكرار. كما يقدم رؤيته للمستقبل، داعيًا إلى بناء مغرب ديمقراطي قوي، يحترم حقوق الإنسان ويعيش في سلام مع محيطه.
“ميموزا” ليست مجرد مذكرات، بل هي وثيقة تاريخية، وشهادة على صمود الإنسان في وجه الظلم، ودعوة إلى التغيير والتجديد.
في التقديم الذي وضعه الناشر للكتاب، فهو «عبارة عن سيرة ذاتية لأحداث وشخصيات من القرن العشرين. يعكس الكاتب فيها تجاربه الخاصة، حيث يسرد حياة مليئة بالتفاصيل الإنسانية العميقة والألم والنجاح والتغلب على الصعوبات.
ويعبر النص عن رحلة إنسانية مليئة بالحب والتضحيات. ويغوص في ذكريات الكاتب عن العائلة والوطن والآمال التي أثرت في تشكيل حياته”.
ويُعد صاحب رواية “العريس” واحداً من الأدباء المغاربة الذين قدّموا مجموعة من الأعمال الأدبيّة الهامّة التي تُقدّم رؤية أصيلة للمجتمع. وتكشف عن الكثير من نتوءاته وأعطابه خلال مرحلةٍ تاريخيّة هامّة ما يزال جرحها لم يندمل بعد.
ورغم انصراف صلاح الوديع إلى الكتابة عن المجتمع انطلاقاً من المدخل الأدبي، إلاّ أنّ أعماله الأدبيّة. تعطي الانطباع بأنّ الكاتب لم يكتب إلاّ سيرته الذاتية. وحاول أنْ يُوزّعها شعراً ورواية.