24 ساعة ـ متابعة
يعتبر ميناء الداخلة الأطلسي، من الأوراش الهيكلية الكبرى المدرجة في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية. والذي يجسد التزام المغرب الراسخ تجاه عمقه الإفريقي. وانخراطه القوي في الجهود الرامية إلى تعزيز أواصر التعاون والشراكة مع أشقائه في القارة السمراء.
هذا المشروع الاستراتيجي المتميز، يأتي لتعزيز البنيات التحتية في جهة الداخلة وادي الذهب. ويسعى إلى المواكبة والدفع بمستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية للمغرب مع إفريقيا. ليشكل بذلك دعامة رئيسية للاندماج والإشعاع القاري والدولي للمملكة.
استثمار ضخم ب 1250 مليار سنتيم
وسيكلف هذا المشروع الضخم استثمارا ضخما بقيمة 1250 مليار سنتيم. أي ما يعادل 1,24 مليار دولار. وستستغرق أشغاله 7 سنوات.
ويتألف المركب المينائي من 3 موانئ: ميناء تجاري. ميناء مخصص للصيد الساحلي وفي أعالي البحار. وميناء مخصص لصناعة السفن.
كما سيتم تشييد منطقة اقتصادية بمحاذاته تمتد على مساحة تقدر بحوالي 1650 هكتارا. وتهدف إلى تقديم خدمات صناعية ولوجستيكية وتجارية عالية الجودة.
هذا الورش المغربي الضخم الذي تم وضع تصوره في العام 2016. سيضطلع بدور جوهري استراتيجي ضمن السياسة الإفريقية للمملكة إلى جانب دوره في التنمية الاقتصادية، الاجتماعية والصناعية للأقاليم الجنوبية، لذ سيشكل بوابة تفتح في وجه المستثمرين الراغبين في الرفع من المبادلات التجارية مع إفريقيا جنوب الصحراء.
ومن المتوقع أن تبلغ حجم الحركة التجارية لعامه الأول مايناهز في 2,2 مليون طن بالنسبة للبضائع. و أكثر من مليون طن بالنسبة للمنتوجات البحرية. لاسيما و أن جهة الداخلة وادي الذهب وحدها تزخر بنحو 65 بالمائة من الثروات السمكية الوطنية المستغلة.
في نفس السياق يذكر أن ميناء الداخلة الأطلسي العملاق سيتم تعزيزه بمنطقة لوجستيكية صناعية، ستتيح إمكانية توفير عدد من الوظائف المباشرة وغير المباشرة، خاصة في قطاعي الصناعة الفلاحية والمنتجات البحرية.
الميناء سيتبني مقاربة داخلية
الميناء سيتبني مقاربة داخلية بحيث سيتم الاعتماد بدرجة أولى في تشييده على أياد مغربية. فقد وقع الاختيار على شركة مغربية هي مجموعة سوماجيك- سي جي تي إم. واستبعدت ترشيحات باقي الشركات الأجنبية. بمعنى أن هذا الفريق المغربي 100 في المائة. هو الذي سيتكلف بإنجاز ميناء الداخلة الأطلسي، بعد فحص العرض التقني”.
في ذات الصدد أكد الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء،أنه “وانطلاقا من هذه الرؤية، ستكون الواجهة الأطلسية. بجنوب المملكة، قبالة الصحراء المغربية، واجهة بحرية للتكامل الاقتصادي. والإشعاع القاري والدولي. فإضافة إلى ميناء طنجة المتوسط. الذي يحتل مركز الصدارة، بين موانئ إفريقيا، سيساهم ميناء الداخلة الأطلسي، في تعزيز هذا التوجه”.
ولهذا، يرتقب أن يعمل هذا الورش الهيكلي، المطل على الواجهة الأطلسية لجنوب المملكة، على النهوض بجهة الداخلة – وادي الذهب، التي تعد بوابة لبلدان القارة الإفريقية ومركزا لجذب مستثمرين مغاربة وأجانب مهتمين بالتصدير إلى إفريقيا، لاسيما في إطار منطقة التبادل الحر القارية.
كما ينتظر أن يكون لهذه المنشأة المينائية وقع اجتماعي مهم على مستوى مدينة الداخلة وباقي مناطق الجهة، خاصة في مجال دعم قطاع التشغيل، عبر إحداث مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة لمواكبة هذا النمو الاقتصادي المتنامي.
تقوية المبادلات التجارية
وسيستفيد مشروع ميناء الداخلة الأطلسي من بنيات تحتية موازية، تتمثل على الخصوص في الطريق السريع الذي سيربط بين تيزنيت والداخلة ومنها إلى الحدود المغربية – الموريتانية وباقي بلدان القارة الإفريقية، في سياق دعم توجه المملكة نحو تمتين سبل التعاون جنوب – جنوب.
كما سيستفيد هذا المشروع الهيكلي من أجواء التعبئة والانخراط والجاهزية التي أكد عليها ممثلو عدد من المصالح الخارجية بالجهة، مواكبة منهم لهذه الدعامة اللوجيستيكية التي تنضاف إلى باقي المشاريع الكبرى المبرمجة في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية.
وفي هذا الإطار، يشكل مشروع الميناء الأطلسي، الذي يأتي في سياق منظومة من المشاريع الرامية إلى تأهيل جهة الداخلة – وادي الذهب، إضافة نوعية في ما يخص تطوير أنشطة الصيد البحري وتقوية المبادلات التجارية، لاسيما مع البلدان الإفريقية.