أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء، بباليرمو، أن المغرب متشبث بحل سياسي متوافق بشأنه ومستدام في ليبيا ، من شأنه تمكين هذا البلد من تحقيق الاستقرار في إطار وحدته غير القابلة للتقسيم، وسيادته غير القابلة للنقاش ووحدته الترابية الكاملة.
وجدد بوريطة، الذي مثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في المؤتمر الدولي حول ليبيا، الذي نظمته الحكومة الإيطالية، استعداد المغرب وضع خبرته من أجل مواكبة ليبيا في الورش الكبير لبناء المؤسسات، وإعادة هيكلة الإدارة، وإعادة إعمار البلاد.
وأعرب في هذا الصدد عن شكر صاحب الجلالة الملك محمد السادس للحكومة الإيطالية على هذه المبادرة الهامة، معربا عن أمله في أن يمكن هذا الاجتماع من العودة إلى روح الإجماع الذي ساد مؤتمر الصخيرات.
وشدد بوريطة، في هذا الصدد، أن جلالة الملك يتابع باهتمام كبير الوضع في ليبيا والقمة على السواء.
وأشار من جهة أخرى، إلى أن ليبيا في حاجة إلى مبادرات ملموسة، منسقة فيما بينها ومصاحبة، مضيفا أن ” المصادقة على دستور وهندسة مؤسساتية تتلاءم والخيارات الديمقراطية للشعب أمر ضروري”.
وقال ” إنها مسؤولية ليبيا. أقصى ما يمكن أن تقدمه المجموعة الدولية هو الدعم، والمواكبة، لكن بالتأكيد لا يمكنها التدخل في مسلسل يشكل التعبير الأسمى لسيادة مشروعة “.
وأشار السيد بوريطة أيضا إلى أن انعقاد المؤتمر الوطني الذي أعلن عنه المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يشكل فرصة لتوحيد الليبيين بدون استثناء وتعزيز المسار السياسي.
وشدد الوزير على أن تعزيز الإطار الأمني في العاصمة طرابلس، وتوسيعه ليشمل مجموع التراب الليبي، ودور وزارة الداخلية الليبية في الرفع من قدرات الشرطة الوطنية حتى تتحمل مسؤولياتها في حماية الأمن العام وتأهيل البنيات العسكرية الموحدة، تشكل حجر الزاوية من أجل استقرار البلد، وبالتالي فتح الطريق أمام المصالحة الوطنية.
من جهة أخرى، أكد بوريطة على أن الجانب الاقتصادي له أيضا أهميته بالنظر إلى انعكاسه على المعيش اليومي للمواطن، وأنه سيمكن من التوزيع العادل للثروة من خلال محاربة سوء التدبير والاحتكار الذي تقوم به بعض الأطراف الليبية.
وأكد الوزير على أن هذا الاجتماع جاء في الوقت المناسب للتذكير بأن حالة الجمود ليست خيارا ، وأن التمزق بين الإخوة الذي ينخر ليبيا ليس أمرا حتميا، وأن امتداد النزاع في هذا البلد الشقيق ليس سببا للقبول به، بل على العكس من ذلك، إنه حافز مجدد لمضاعفة الجهود.”
واعتبر أن ” الأزمة الليبية لا يمكن تحويلها إلى سيزيف العصور الحديثة. فالعودة بشكل متكرر إلى نقطة الانطلاقة لن يؤدي إلا إلى تفاقم النزاعات بين مكونات المشهد الليبي، وتعميق جراح الشعب الليبي الشقيق “.
ودعا الوزير في هذا السياق إلى ” إحياء روح الصخيرات عندما قامت المجموعة الدولية، في انسجام تام، بمواكبة تقدم الحوار الليبي – الليبي “.