الدار البيضاء-آسية الداودي
من دون سابق إنذار فوجئ آلاف الأبرياء، بزلزال مدمر ضرب المغرب ليل الجمعة، وبلغت قوته نحو سبع درجات على مقياس ريختر وعلى عمق 8 كيلومترات، مما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الأشخاص ، وسط خشية من ارتفاع الأعداد بمرور الأيام.
وقال الرئيس الصيني شي جينبينغ إنه “صدم” لدى علمه بوقوع زلزال قوي في المغرب مخلفا العديد من الضحايا وأضرارا مادية، معربا باسم حكومة وشعب الصين عن حزنه العميق وخالص تعازيه لأسر الضحايا.
وفي هذا السياق قال ناصر بوشيية أن الصليب الأحمر الصينية تقدم مبلغ 200 ألف دولار أمريكي نقدا للهلال الأحمر المغربي كمساعدات إنسانية طارئة لمساعدته في عمليات الإنقاذ
وأضاف ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الأفريقي-الصيني للتنمية (ACCAD) في تصريح لـ” 24 ساعة”، إنه توصل برسالة من فرق الإغاثة الصينية التابعة للوزارة وهي مستعدة التوجه إلى المنطقة المتضررة من الزلزال بإقليم الحوز على أمل العثور على “العديد” من الناجين.
وتابع المتحدث أن فرق الإغاثة تنتظر الحصول على موافقة السلطات المغربية حتى يتمكنوا من الشروع في عمليات الإنقاذ بمجرد أن تطأ أقدامهم أرض المملكة.
وقال بوشيبة في تصريح لـ” 24 ساعة”، إننا نعمل على برنامج بين الشركات الصينية ومشروع مدني مغربي بتأطير من السلطات من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة من الزلزال، وتابع تركزينا الان هو مساعدة الاطفال واليتمى وكبار السن
يذكر أن الديوان الملكي المغربي أعلن عن حداد وطني وتنكيس للأعلام مع تعليمات بتسريع عمليات البحث عن ناجين وإجلاء الجرحى وإيواء السكان غير القادرين على العودة لمنازلهم في المناطق المتضررة، والتكفل الفوري بالمواطنين الذين أصبحوا دون مأوى ويبيتون في العراء وتوزيع المساعدة على المنكوبين، في ظل الحاجة الملحة للعلاج والماء والغذاء والخيام وفقا للهلال الأحمر المغربي.
وقد نشرت القوات المسلحة المغربية وحدات تدخل متخصصة تشمل فرق بحث وإنقاذ ومستشفى ميدانيا في المناطق المتضررة، في وقت دعت فيه السلطات الصحية في مراكش للتبرع بالدم، في ظل ارتفاع أعداد الجرحى والمصابين وخصوصا الحالات الحرجة، بينما يقول نائب عمدة مدينة مراكش أقرب المدن لبؤرة الزلزال إن الفرق المختصة تحاول تقييم الإجراءات المتاحة لتحديد مدى احتمالية عودة السكان.
على المستوى الدولي، أعرب العديد من رؤساء الدول والمسؤولين عبر العالم عن تعازيهم العميقة، وأكدت عدة دول تكاتفها الكبير مع المغرب
وفي استعراض لأبرز الزلازل التي شهدها المغرب عبر التاريخ، فقد ضرب زلزال عنيف عام 818 المنطقة المحيطة بجبل طارق، وفي عام 1079 ضرب زلزالان قويان البلاد، مما أسفر عن سقوط مئات الضحايا ووقوع أضرار مادية كبيرة، كما دمر زلزال قوي عام 1624 مناطق واسعة من مدن تازة وفاس ومكناس شمال البلاد، أما في العام 1660 فاستهدف زلزال عنيف مدينة مليلية مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، ثم شهدت الأعوام 1910 و1927و1994و2004 تعرض منطقة الحسيمة لزلازل خلفت خسائر مادية وبشرية كبيرة.
وفي عام 1960 ضرب زلزال يعد الأعنف في تاريخ البلاد، مدينة أغادير، مما أسفر عن مقتل 15 ألف شخص، بما يعادل ثلث سكان المدينة، فضلا عن تشريد عشرات الآلاف ووقوع خسائر مادية جسيمة، وفي عام 1969 تأثر المغرب بزلزال قوي ضرب دولة البرتغال القريبة، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 200 آخرين.