24 ساعة-متابعة
يشهد المغرب في الآونة الأخيرة تزايدا ملحوظا في النشاط الزلزالي، مما يثير تساؤلات حول ارتباط هذه الظاهرة بالتغيرات الجيولوجية الناجمة عن زلزال الحوز الذي ضرب البلاد قبل أكثر من عام ونصف.
وفي هذا السياق، قال ناصر جبور، رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء، إن المغرب شهد زيادة ملحوظة في وتيرة النشاط الزلزالي في مناطق مختلفة من البلاد.
وعلى الرغم من أن هذا النشاط لم يبلغ مستويات عالية بعد، إلا أن جبور أشار إلى أن هذا يعتبر مؤشرا واضحا على تأثير زلزال الحوز على التوازن في توزيع الإجهاد التكتوني في التراكيب الجيولوجية المختلفة.
وأوضح ناصر جبور، في تصريحه لجريدة “24 ساعة”، أن هذا النشاط، رغم أنه لم يصل بعد إلى مستويات خطيرة، يشكل مؤشرا على التغيرات المستمرة في التوازن التكتوني، والتي قد تكون ناجمة عن التأثيرات الممتدة لزلزال الحوز الذي ضرب البلاد قبل أكثر من عام ونصف.
وأشار رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء، إلى أن زلزال الحوز كان له تأثير واضح على التوزيع التكتوني للإجهاد في المناطق المتأثرة، مما أدى إلى اضطرابات زلزالية مستمرة في مختلف التراكيب الجيولوجية بالمغرب.
وأضاف أن هذه الظاهرة ليست استثناء، إذ أن الزلازل الكبيرة غالبا ما تترك تأثيرات طويلة المدى على النشاط الزلزالي في المناطق المحيطة بها.
وأوضح جبور أن الآثار التكتونية لزلزال الحوز لا تزال مستمرة، وأن المراقبة المستمرة ضرورية لفهم كيفية تطور هذه التغيرات بمرور الوقت. وأضاف: “لا يمكننا معرفة الامتداد الزمني لهذه الظاهرة بعد مرور عام ونصف على زلزال الحوز، لكن العلاقة بين النشاط الزلزالي الحالي وذلك الزلزال تتأكد مع مرور الوقت”.
وحول إمكانية توقع اتجاه النشاط الزلزالي في المستقبل، أكد جبور أن ذلك يظل تحديا كبيرا ليس فقط في المغرب، ولكن على مستوى العالم.
وأوضح أن “الاختلاف الكبير في أنماط التشوهات التكتونية ومقدارها، بالإضافة إلى غياب معرفة دقيقة بالحالة الجيوفيزيائية في العديد من المناطق، يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان النشاط الزلزالي سيزيد أو ينخفض في المستقبل”.
ونذكر أنه بعد زلزال الحوز الذي كان واحدا من أقوى الزلازل التي ضربت البلاد في العقود الأخيرة، يشهد المغرب اهتماما متزايدا بمتابعة النشاط الزلزالي، ويواصل العلماء والباحثون مراقبة تطورات النشاط الزلزالي، خاصة في المناطق الجبلية التي تعد أكثر عرضة للهزات الأرضية.