24ساعة-عبد الرحيم زياد
عرف المغرب في السنوات الأخيرة دينامية جديدة في ملف الصحراء المغربية. بفضل القيادة الحكيمة للملك محمد السادس، الذي قادتغيرا استراتيجيا في معالجة هذا الملف على الصعيدين الوطني والدولي. وهو الأمر الذي أتاح للمملكة تحقيق مكاسب كبيرة وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية. وفي المقابل كشف عن وضاعة الكيان الانفصالي لممول والمدعوممن طرف الجزائر.
لقد تمكنت المملكة المغربية، من إعادة رسم سياستها تجاه قضية الصحراء من خلال تبني رؤية قائمة على الحزم والرصانة، مما جعل قضية الصحراء المغربية محورًا أساسيًا في العلاقات الدولية والإقليمية للمملكة. و وهو ما أكسب المملكة دعمًا دوليًا متزايدًا لمبادرة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب كحل سياسي واقعي ومستدام.
وكرد فعل على هذه النجاحات والمكاسب التي حققتها المملكة المغربية، لم تتردد الجبهة البوليساريو الانفصالية في النفخ في الكير. عن طريق الدعوة بشكل واضح وصريح إلى ارتكاب أعمال إرهابية في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
في ذات السياق وجهت النيابة العامة بالمحكمة الوطنية الإسبانية في مدريد رسميا تهمة التحريض على الانتماء إلى منظمة إرهابية ودعوة أشخاص آخرين للقيام بعمليات انتحارية للمرتزقة “كورية. م. س”، البالغة من العمر 26 عاما التابعة لجماعة البوليساريو الإرهابية حيث تواجه عقوبة قد تصل إلى ثلاث سنوات ونصف من السجن مع قرار بطردها من الأراضي الإسبانية، بناء على طلب النيابة العامة.
تفاصيل القضية تعود إلى تحقيقات أمنية دقيقة كشفت عن تورط المتهمة المقيمة بجزيرة مينوركا في أنشطة ذات طابع “جهادي”، حيث بدأت ميولها المتشددة منذ عام 2015، عبر إنتاج وبث مواد دعائية تحمل توجهات متطرفة، كما يعتقد أنها تأثرت بفكر شقيقها الذي التحق بتنظيم داعش وقتل لاحقا في عملية إرهابية. وكشفت التحقيقات والأدلة المقدمةعن نشاطها الملحوظ في مجموعة على تطبيق تليغرام تعرف بترويجها للدعاية المتطرفة لتنظيم داعش، وتستخدم كمنصة لاستقطاب عناصر جديدة وتشجيعهم على تنفيذ هجمات إرهابية.
وأماطت هذه الواقعة اللثام عن وجود توجهات إرهابية لدى عناصر البوليساريو المقيمين في إسبانيا، كما تثير الشبهات حول عائلة المتهمة التي يشتبه في ارتباطها بالتنظيمات الإرهابية، ما يعزز فرضية التخطيط لعمليات إرهابية محتملة تستهدف المغرب، خاصة في ظل الدعم الإسباني الأخير لمقترح الحكم الذاتي المغربي تحت السيادة المغربية لحل قضية الصحراء المغربية.
وبما أن الإرهاب متأصل في عقيدة جبهة البوليساريو حتى قبل اغتيالهم بحارة جزر الكناري ما بين سنتي 1976 و 1986 وعلى رأسهم “لوسيا خیمینث” الذي قتل بدم بارد وهو على ظهر مركبه، فلا يتردد دعاة الإنفصال من الجبهة الإرهابية، في الدعوة بشكل صريح إلى القيام بأعمال إرهابية في منطقة الصحراء المغربية.
إن الدعوة إلى القيام بأعمال إرهابية في مدن المملكة المغربية من قبل جبهة البوليساريو وفوق الأراضي الجزائرية، هو دليل آخر، ليس على علاقة هذه الجبهة بالإرهاب، بل هو دليل آخر على إدانة نظام العسكر الجزائري الذي يحاول مرارا التبرم من مسؤوليته المباشرة في هذا النزاع المفتعل، ويؤكد من جديد علاقة النظام الجزائري بالجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء.