نجيب الأضادي
كان لتصريح مدير الشؤون السياسية بوزارة الخارجية المغربية حول تورط أربع جنرالات لدولة مغاربية في فضيحة استقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو بطريقة تحايلية و بهوية مزورة، ( كان له) وقع القنبلة في الأوساط السياسية و العسكرية الاسبانية. و أكثر ما أرعب إسبانيا في هذا التصريح هو أن المغرب يتوفر على ملف كامل من المعلومات الإستخباراتية سيتم الكشف عنها في الوقت المناسب، و من المؤكد أنها ستسقط رؤوسا كثيرة و كبيرة في إسبانيا. هذا مصير من يتلاعب بالمغرب أو لم يقل وزير الخارجية ناصر بوريطة حول أن مغرب الأمس ليس هو مغرب اليوم ؟
غير أن السؤال هو: لماذا صدر هذا التصريح عن مسؤول بوزارة الخارجية أقل رتبة من وزير الخارجية ؟ الجواب هو أن إسبانيا هذا ما تستحق في الوقت الراهن و دليل على أن المغرب يدبر الأزمة مع إسبانيا بذكاء شديد. والملاحظ أنه منذ انطلاق فصول التوتر مع إسبانيا حول ملف استقبال الارهابي ابراهيم غالي وصولا إلى أحداث سبتة المحتلة، خرج إلى العلن ملك إسبانيا و رئيس الحكومة و وزير الداخلية و وزيرة الدفاع و وزيرة الخارجية اضافة الى بعض مسؤولي الإتحاد الأوروبي …، بينما المغرب أظهر إلى الواجهة فقط وزير خارجيته و سفيرته بإسبانيا ! و هذا ليس عبثا بل عمل مدروس للغاية لأن الأهم لم يحن دوره بعد، و هذا ما يجعل إسبانيا متخوفة من المفاجئات المقبلة لأنه يتوفر على ملفات غاية في الحساسية.
المغرب فضح إسبانيا داخل الإتحاد الأوروبي و أمام العالم و أدخلها في عزلة قاتلة و في نفس الوقت بعث برسائل تحذيرية للنظام الجزائري اللقيط مفادها أن المغرب حين يقارع الكبار، فما على الصغار إلا أن يصمتوا في انتظار حلول دورهم، فمصيبتهم عظيمة.
ختاما نقول، إذا سقطت إسبانيا في حب الجزائر، فلا مشكلة لدينا إطلاقا في أن تنقل إستثماراتها إلى هناك….