24 ساعة ـ متابعة
وجهت اللجنة السياسية الدائمة لحركة “الصحراويين من أجل السلام” ندءا صريحا إلى النخب الصحراوية، مطالبة إياها بفتح حوار جاد لإنقاذ مستقبل القضية الصحراوية المفتعلة.
يأتي هذا النداء في وقت تتزايد فيه عزلة جبهة البوليساريو الدبلوماسية، بعد أربع سنوات من قرارها “الكارثي وغير المحسوب” باستئناف العمل المسلح في نوفمبر 2020، والذي أثبت تفوقًا جويًا مغربيًا، خاصة باستخدام الطائرات المُسيّرة.
تتآكل المكاسب المزعومة التي سعت الجبهة لانتزاعها بالقوة، بينما يتسع التأييد الدولي لمقترح الحكم الذاتي المغربي، الذي يُنظر إليه على أنه الحل الأكثر واقعية وجدية. وفي مخيمات تندوف، تتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل حاد، حيث تعاني آلاف العائلات من انعدام الأمن الغذائي وشح المياه وتدهور الخدمات، وسط جمود في مهمة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.
وتؤكد الحركة أن الوقت قد حان لكسر الصمت والابتعاد عن الانقسام والتخوين، داعيةً كافة مكونات النخبة الصحراوية – السياسية والقبلية والثقافية والمدنية والمهجرية – إلى إطلاق حوار داخلي صادق. يهدف هذا الحوار إلى إعادة تقييم الخيارات وصياغة استراتيجية جديدة تقوم على الواقعية والوحدة، وتضع المصلحة العليا للصحراويين فوق كل اعتبار.
وحذر البيان من تكرار سيناريوهات الفشل التي شهدتها حركات انفصالية مسلحة في أماكن أخرى، مثل “الفارك” و”البي كا كا”، مؤكدًا أن استمرار الرهان على السلاح والعزلة قد يؤدي إلى ضياع القضية. وبالمقابل،
ودعا البيان إلى استلهام نماذج ناجحة للتسوية السياسية في مناطق ذات تعقيدات مشابهة، مثل كردستان العراق وأيرلندا الشمالية وإقليم الباسك، مشددًا على أن الحل المشرف يبنى على التوافق السياسي والضمانات الدولية التي تضمن الكرامة وتراعي خصوصية وتطلعات الشعب الصحراوي.
وتختتم الرسالة بدعوة مباشرة لقيادة البوليساريو وجميع النشطاء والأكاديميين والفاعلين في المجتمع المدني والدبلوماسيين السابقين والمعارضين في الشتات، إلى عقد لقاء مفتوح لصياغة رؤية مشتركة تنقذ ما تبقى من الحلم الصحراوي قبل فوات الأوان.