24 ساعة – متابعة
انكب ثلة من الباحثين والخبراء في العلاقات الدولية والعلوم السياسية خلال ندوة افتراضية، نظمت أمس الأربعاء، على مناقشة مستقبل إفريقيا بعد كوفيد-19، في سياق دولي متسم بحالة عدم اليقين وتصاعد الأزمات والخلافات.
وتندرج هذه الندوة، المنظمة من طرف الشبكة الدولية “فورسن” بتعاون مع مجموعات علمية من بينها مجموعة “الجيولوجيا المعدنية والأبحاث المغربية” وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، حول موضوع “إفريقيا في زمن عدم اليقين بعد كوفيد-19″، في إطار سلسلة من الندوات متعددة التخصصات على المباشر، من تأطير خبراء وأساتذة مرموقين يتقاسمون معارفهم وتجاربهم العلمية بخصوص عدد من القضايا.
وسعت هذه الندوة، بعيدا عن تقديم إجابات جاهزة، إلى المساهمة في النقاش الدائر حاليا، يجد الأفارقة وأصحاب الدراسات الإفريقية أنفسهم فيه ويمكن أن يكونوا أطرافا فاعلة فيه.
وأكدت ورقة الندوة أن الرهانات الافريقية ستفقد، بعد الأزمة، استقلاليتها في سياق عالمي معقد وموسوم ببراغماتية ساخرة، الأمر الذي سيعزز من التساؤل حول المكانة المنتظرة للقارة الإفريقية.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد أستاذ العلاقات الدولية بكلية القانون بطنجة والباحث الرئيسي في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، رشيد الحديكي، أنه في كل أزمة كبرى، يجب الذهاب نحو الأساس وفهم وتحديد الأزمة في عمقها وتعقيداتها، وتحديد الرهانات الجديدة الواجب الإجابة عنها في إطار السياق الإفريقي.
وأشار الحديكي إلى أن النقاش القاري يجب أن يكسر “الطابوهات النظرية” والممارسات الاعتيادية، والذي من دونه قد يكون أي تمرين استشرافي حول إفريقيا غير منتج وضياع فرصة التفكير في المستقبل.
وأوضح أن تسارع “الزمن العالمي” يجعل من الضروري، ومن الصعب القيام بتمارين استشرافية، ذلك أن تسارع التاريخ يعقد من عملية التنبؤ بدقة بالاتجاه الذي سيبرز على المدى المتوسط، الأمر الذي يقتضي الانخراط في دينامية إفريقية على المدى الطويل أو المتوسط.
واعتبر أن “الانخراط في تحليل الدينامية ضمن إشكالية أوسع نطاقا تشمل مكانة إفريقيا في نظام عالمي دولي يتجه نحو إعادة توزيع الخرائط وتقسيم العمل لفائدة ثلاثية جيو-اقتصادية (الولايات المتحدة والصين وأوروبا)، ولعل الأزمة الحالية تدعم هذا المنظور”.
وشدد الباحث على ضرورة وضع سياسة حقيقية للبحث العلمي والابتكار، مسجلا أن هذه الأزمة تعلمنا أنه لا مجال للحديث عن الأمن من دون تحقيق الأمن الصحي.
ودعا في هذا السياق، إلى ابتكار طريقة جديدة لتدبير العلاقات بين الدول، لأنه لا وجود لإفريقيا في ظل خلافات جيو-سياسية قائمة، مضيفا أن إفريقيا مطالبة بخلق تمثلها الخاص ونشره حتى يصير معيارا.