انتقد نزار بركة، المرشح الأوفر حظا للظفر بزعامة حزب الاستقلال، خلال المؤتمر الوطني السابع عشر، المرتقب في نهاية شتنبر الجاري، الفترة التدبيرية الحالية لحزب “الميزان”، التي يسهر عليها حميد شباط، الأمين العام الحالي. وأعاب بركة على القيادة الحالية اللجوء إلى القضاء لفض نزاعات داخلية، قائلا “لم أكن أتصور أن يضطر الحزب، في يوم من الأيام، إلى اللجوء للقضاء لفضّ نزاعات داخلية”، مشددا على أن “الحزب يعيش عزلة”، في إشارة إلى القيادة الحالية بزعامة شباط.
وأضاف بركة، المرشح الأقوى لخلافة شباط، أن حزب الاستقلال مستعدٌ لوضع يده في يد “الأحزاب الوطنية” للعودة إلى الحكومة، منتقدا الطريقة التي قاد بها شباط مشاورات دخول حكومة العثماني والخروج من حكومة بنكيران.
وقال بركة إنه يعتمد مشروعا سياسيا يركز على 39 إجراء عمليا من أجل تحقيق خمسة أهداف كبرى، حددها في تقوية رصيد المصالحة والثقة داخل البيت الاستقلالي وتثمين واستثمار وإغناء المرجعية الفكرية التي يتميز بها الحزب، إضافة إلى اعتماد حكامة داخلية ناجعة وخلاقة في تسيير الهياكل التنظيمية للحزب، وجعل خدمة المواطن هدفا محوريا تتقاطع حوله مختلف القرارات والمواقف السياسية والأنشطة التأطيرية والمبادرات المواطنة التي يقوم بها الحزب، وتعزيز الموقع المؤثر للحزب في المشهد الحزبي والسياسي في المغرب.
ودعا نزار بركة إلى تجاوز حالة “الضبابية” التي يعيشها حزب الاستقلال في الفترة الراهنة، معتبرا أن تحقيق المصالحة هو مباشرةُ مصالحة شاملة مع كل المناضلين وفئات الحزب، وبالنسبة إليه فإن المصالحة تعني المكاشفة المبنية عن نقد ذاتي واحترام إرادة المناضلين المستعدين للانخراط في تطوير رصيد حزب الاستقلال.
وأكد بركة أن البرنامج الانتخابي الذي تقدّم به للترشح للأمانة العامة للحزب هو “نتيجة اقتراحات واجتهادات مجموعة كبيرة من الاستقلاليين”، وأن ترشحه والمشروع الذي يحمله “يوحّدان” جميع الاستقلاليين وليست فيهما أي “إملاءات خارجية”.
وتابع المرشح الأقوى لخلافة شباط، خلال الندوة الصحافية التي عقدها اليوم الاثنين لتقديم برنامجه الانتخابي، إن الحضور الملحوظ لقيادات الحزب ومنظماته وأجهزته الموازية هذا اللقاء “دليل على أن هذا الترشيح هو استجابة لمطالب مناضلي ومناضلات الحزب”.
وشدّد المتحدث ذاته على أن برنامجه الانتخابي تعاقديّ يعزز مكانة الحزب داخل المشهد السياسي حتى يخرج من “عزلته” الناجمة عن كون موقع الحزب حاليا “غيرَ واضح”.
وعرفت ندوة نزار بركة، صباح اليوم الاثنين في الرباط، حضور كل من حمدي ولد الرشيد وعبد الواحد الفاسي وتوفيق احجيرة ومحمد سعد العلمي وياسمينة بادو عبد الصمد قيوح وعد كبير من الأطر والقيادات الاستقلالية التي أصرّت على الحضور لتجعل من الندوة الصحافية عنوانا لمآلات المؤتمر.