الرباط-أسامة بلفقير
طريقة تعامل الحكومة مع التوجيهات الملكية، الصادرة بعد الجلسة التي ترأسها الملك محمد السادس حول وضعية الموارد المائية ببلادنا، تجعلنا نتساءل عن الطريقة التي تفكر بها، والوضع الذي يمكن أن نصل إليه من أجل أن تتحرك وتتواصل مع الرأي العام وتفصح عن الإجراءات التي ستتخذها.
في الواقع، يبدو أن نزار بركة وزير التجهيز والماء يتعامل ببرودة كبيرة وكأنه “أطرس في زفة، رغم أنه صاحب الأرقام ويتلقى يوميا تقارير سوداء عن الوضع الخطير لمخزون السدود، بينما هو يوجد في “دار غفلون”.
إن التعليمات الملكية تهم تسريع وتيرة إنجاز الأوراش المبرمجة التي لها وقع على المدى المتوسط، وخصوصا السدود في طور التشييد ومشاريع الربط بين أحواض سبو وأبي رقراق وأم الربيع، والبرنامج الوطني لمحطات تحلية مياه البحر، وبرنامج إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة، وبرنامج اقتصاد الماء على مستوى شبكة نقل وتوزيع الماء الصالح للشرب ومياه الري.
وحث الملك القطاعات والهيئات المعنية على مضاعفة اليقظة والجهود لرفع تحدي الأمن المائي وضمان التزويد بالماء الشروب على مستوى جميع مناطق المملكة.
لكن الواقع بعد أيام على هذه الجلسة هو وجود صمت مطبق للحكومة، ولا نعرف اليوم صراحة وضعية هذه المشاريع، وما إذا كان المغاربة سيواجهون شبح انقطاعات الماء، أم أن الحكومة “قادة بشغلها” ولا داعي لأن نتساءل أو نزعج مقامها.
لقد آن الأوان أن تغير الحكومة هذا المنطق الذي تتعامل به مع الرأي العام، وأن يتلزم الوزير الموقع بتعليمات الملك من أجل تواصل شفاف مع المواطنين، اللهم إذا كانت هذه المشاريع تعرف تعثرا كبيرا وتعمل الحكومة على إبعاد عيون الرأي العام عنها..وتلك حكاية أخرى.