24ساعة-عبد الرحيم زياد
ندد المغرب بشدة نشر حسابات إسرائيلية رسمية على منصات التواصل الاجتماعي لخرائط تزعم أنها لإسرائيل التاريخية. وتضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية والأردن، وسوريا ولبنان.
واعتبرت وزارة الخارجية المغربية، أن هذه الادعاءات الإسرائلية معادية للسلام، وتنسف حل الدولتين، وتتنكر لحق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ويظهر من الخريطة التي نشرتها وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي، أن مالمملكة الإسرائيلية المزعومة تمتد إلى أراض عربية تابعة لـ سوريا ولبنان والأردن، إضافة إلى أراضي فلسطين المحتلة، وهو ما أثار غضبا عربيا عارما.
ضم الضفة الغربية
الخطوة الإسرائلية الاستفزازية، المتعلقة بضم أراضي عربية تابعة لدول عربية، بعد شهرين من إصدار وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قال في 11 نوفمبر الماضي، إنه أصدر تعليماته لإدارة الاستيطان والإدارة المدنية اللتان تتبعان وزارة الدفاع، ببدء عمل أساسي مهني وشامل يستهدف إعداد البنية التحتية اللازمة لتطبيق السيادة على الضفة الغربية، متعهدا بأن يكون 2025 عام السيادة الإسرائيلية على الضفة.
وفي اليوم التالي، أعلنت هيئة البث الصهيونية عن نية رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إدراج قضية ضم الضفة ضمن جدول أعمال حكومته، بعد تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهامه في 20 يناير الحالي.
في هذا السياق ، يأتي نشر وزارة خارجية الاحتلال خرائط عبر منصات رسمية، تضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن الأردن ولبنان وسوريا، لتزعم من خلالها أنها تاريخية لإسرائيل، يكشف بكل واضح عن النزعة التوسعية الصهيونية، التي تشكل جزء لا يتجزأ من المشروع الصهيوني الكبير الذي طالما حذرنا منه، ولكن للأسف، فإن الظروف الحالية تمنح الاحتلال فرصة التوسع وفرض ذلك المشروع على أرض الواقع.
استمرار الصراع
لايختلف اثنان أن هذا المخطط الشديد الوضوح والخطورة في نفس الوقت، يسعى من خلاله الاحتلال الإسرائيلي إلى استمرار الصراع فترات طويلة، لتعزيز هيمنته بالمنطقة على حساب الشعب العربي وحقوقه.
كما أن العقيدة اليهودية في حلم بناء ما يسمى بإسرائيل الكبرى، لا يستهدف فقط السيطرة على المناطق المحتلة التي تقع تحت سيطرتها حاليا، بل احتلال الكثير من أراضي دول الشام، وهي الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين.
أن اليمين الإسرائيلي المتطرف يسعى للهيمنة على دول المنطقة، وظهر ذلك في توغل الاحتلال في الأراضي السورية مستغلا سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، مع محاولات توسيع خريطة ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد تحت الهيمنة الإسرائيلية.
أن نشر خرائط تتضمن التوسع في الأراضي الفلسطينية والعربية في الوقت الحالي، يمثل صبا للزيت على النار وإشعال المزيد من الخلافات والانقسامات مع دول المنطقة، إضافة إلى انتهاكً الاحتلال الواضح لقرارات الشرعية الدولية.