24 ساعة- العيون
شكل حدث إعلان ميلاد التحالف الجديد لدول الساحل الثلاثة الممثلة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، للدفاع المشترك. الوفاة السريرية لمجموعة “الساحل الخمسة”، التي أسستها فرنسا في 2014، وروسيا تستعد لتكون عرابة التحالف الجديد بدلا من باريس.
في ذات الموضوع يرى بدر حسن شافعي أن ” التطورات الدراماتيكية في غربي أفريقيا لا تنتهي”، فلم يستفق العالم على الانقلاب الأخير في النيجر، ومن قبله انقلاب مالي وبوركينا فاسو. حتى خرج زعماء الانقلاب في هذه الدول الثلاث ليعلنوا يوم 16 شتنبر الماضي، ما يمكن أن نطلق عليه تحالف “الانقلابيين” في مواجهة أي قوة مسلحة تقف في وجوههم، سواء أكانت داخلية أم خارجية”.
تحالف ضد فرنسا والإيكواس
لكن الإشكالية، حسب رأي المحلل شافعي أن “هذا التحالف الجديد موجه أيضا ضد كل من فرنسا التي باتت تفقد نفوذها في مستعمراتها الثلاث، وكذلك ضد التجمع الاقتصادي لدول غرب أفريقيا “إيكواس”.
فالتحالف الجديد يرفض أي تدخل أو تحرك فرنسي لإعادة نظام الرئيس محمد بازوم في النيجر، بل أصر قادة انقلاب النيجر على ضرورة مغادرة القوات الفرنسية وكذلك السفير الفرنسي للبلاد في أقرب فرصة، ولم يقتصر الأمر على ذلك، إذ أعلن قادة مالي وبوركينا فاسو مساندتهم لقادة الانقلاب في النيجر ضد أي تدخل محتمل من قبل فرنسا أو إيكواس لإعادة بازوم”.
ثم طورت الفكرة بموجب الاتفاق الأخير لتنطوي على حماية بعضهم بعضا ضد أي اعتداء خارجي أو داخلي، حيث يعد الاعتداء على أي من الدول الثلاث بمثابة اعتداء على البقية، وتوسيع نطاق التنسيق العسكري فيما بينهم، بحيث لم يعد مقتصرا على مواجهة الحركات الجهادية، بل يشمل ايضا الحركات الإنفصالية، وهنا نذكر على سبيل المثال حركة “أزواد” التي تنشط في مالي .
تداعيات التحالف على المنطقة
وهذا مفهوم مطاط قد يتم تفسيره لتبرير استخدام القوة المسلحة ضد أي قوة سياسية أو مسلحة ترغب في عودة النظم الديمقراطية المخلوعة في هذه الدول الثلاث، كما أن هذا التحالف سيتم تفعيله في مواجهة إيكواس، التي قد تسعى بموجب بروتوكول الحكم الرشيد 2001 للتدخل العسكري لمواجهة الانقلابات وإعادة النظم الديمقراطية للحكم، وبالتالي سيكون لها هذا التحالف بالمرصاد. ولعل الجديد في هذا التحالف هو الاتفاق على وضع الهياكل التأسيسية لتنفيذه على أرض الواقع بعدما ظل تحالفا شكليا منذ ست سنوات.
ويخلص المحلل إلى ان التحالف الجديد يدق مسمارا أخيرا في نعش إيكواس التي عجزت حتى الآن عن التدخل في مواجهة الانقلابات في غرب أفريقيا
كما تكمن الخطورة في أن هذا التحالف الجديد دعا باقي دول الإقليم للانضمام إليه، وهي خطوة من شأنها تعزيز فكرة الانقلابات العسكرية، في ظل وجود ظهير عسكري قوي لقادة هذه الانقلابات.
كما أنه يدق مسمارا أخيرا في نعش إيكواس التي عجزت حتى الآن عن التدخل في مواجهة الانقلابات في هذه الدول الثلاث، بل إن هذا التحالف في مثل هذا التوقيت يجعل تهديدات إيكواس بشأن إمكانية التدخل في النيجر بمثابة تهديدات جوفاء تفتقد إلى الجدية العملية، خاصة وأن أية قرارات قد تتطلب قدرا من التوافق أو الأغلبية التي بات تحقيقها صعب المنال.