24 ساعة-عبد الرحيم زياد
ارتفعت أصوات عدد من النواب الأوروبيين الإسبان، وخاصة من الحزب الشعبي، مطالبة بضرورة معاملة مدينتي مليلية وسبتة المحتلتين، معاملة خاصة من قبل المؤسسات الأوروبية، حيث اقترح النواب إدراج المدينتين ضمن تصنيف “المناطق الأقصى بعدا”، وهي فئة قانونية تمنح امتيازات ضريبية وبنيوية للمناطق ذات الخصائص الاستثنائية، على غرار جزر الكناري، وجزر الأزور، وغويانا الفرنسية.
خصوصية فريدة تتطلب دعما استثنائيا
صرح النائب الأوروبي خافيير سارثاليخوس بأن “وضع مليلية فريد من نوعه في أوروبا، والأمر لا يتعلق فقط بمسألة لغوية حول ما إذا كانت منطقة أقصى بعد أم لا، بل يتعلق بالاعتراف بخصوصيتها البنيوية والعمل وفقا لذلك”.
وأكد أن الهدف الأسمى هو “إرساء آليات دعم اقتصادي واجتماعي تضمن بقاء المدينة الذاتية الحكم على المدى الطويل”، مشيرا إلى أن “زملاءنا الأوروبيين انتبهوا جيدا لهذا الأمر”.
تشكيك في الرواية الرسمية وعرقلة اقتصادية
أبدت النائبة الأوروبية دولورز مونتسيرات، من الحزب الشعبي، تشكيكها في الرواية الرسمية التي تروجها الحكومة الإسبانية حول العلاقات مع المغرب، والتي يصفها وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس بأنها “في أفضل مراحلها تاريخيا”.
وقالت مونتسيرات بوضوح: “هذا غير صحيح، نرى ذلك بأعيننا، الحدود ما تزال مغلقة، والمدينتان (مليلية وسبتة) تعانيان من خنق اقتصادي”.
ولم تتوقف مونتسيرات عند التشكيك، بل طرحت خارطة طريق طموحة لمستقبل سبتة ومليلية ضمن الإطار الأوروبي، مؤكدةً: “سبتة ومليلية ليستا فقط حدود أوروبا الجنوبية، بل هما مدينتان كبيرتان تحتاجان إلى استدامة اقتصادية وإلى ضمان مستقبل لشبابهما”.
ربط حقيقي بأوروبا واستثمارات لمستقبل الشباب
شددت مونتسيرات على أن الحل يكمن في منح المدينتين وضعا خاصا، على غرار الأقاليم التي تتمتع بوضع الأقاليم الأقصى بعدا.
وأوضحت: “يجب أن نبحث عن وضع خاص لسبتة ومليلية، بتعاون بين المدينتين والحزب الشعبي الأوروبي والمؤسسات الأوروبية”.
واستطردت قائلة: “لماذا نفعل ذلك؟ من أجل خلق الثروة، وتحسين البنية التحتية، بما فيها الصحية، فلا أتحدث فقط عن الاتصال الجغرافي، بل نحتاج إلى ربط حقيقي لسبتة ومليلية بأوروبا، وبالبر الإسباني، من أجل جلب الاستثمار الاقتصادي الذي سيضمن مستقبل شبابنا”.
وفي ختام كلمتها، وفق المصدر ذاته، أعلنت النائبة الأوروبية عن التزام الحزب الشعبي الأوروبي بالعمل من أجل ضمان تواجد وكالة فرونتكس في المدينتين، وتأمين وصول التمويل الأوروبي الضروري لدعم تنميتهما، مؤكدة: “نريد أن تكون سبتة ومليلية مدينتين أوروبيتين بكل ما في الكلمة من معنى، اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، نحن رهن إشارتكما بالكامل”.