24 ساعة ـ متابعة
في تحقيق معمق نشرته صحيفة “نيويورك تايمز“الأمريكية، تلقي الصحفية باتريشيا كوهين الضوء على تحول استراتيجي في موقع المغرب. ضمن خارطة صناعة السيارات العالمية.
وتشير كوهين إلى أن المغرب لم يعد يقتصر على كونه مجرد مركز إفريقي لتصنيع السيارات. بل ارتقى ليصبح ركيزة أساسية ضمن استراتيجية الصين الهادفة إلى الالتفاف على الحواجز التجارية المتزايدة التي تواجهها في بعض الأسواق العالمية.
ويتجسد هذا التحول في الزخم الاستثماري الذي يشهده المغرب من قبل شركات صينية كبرى. ومثال على ذلك شركة “Gotion High-tech” المتخصصة في إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية. التي باشرت بالفعل في تأسيس مصانع لها على الأراضي المغربية. مستفيدة من الموقع الجغرافي للمملكة وبنيتها التحتية المتطورة.
غير أن هذا التموقع الجديد للمغرب لا يخلو من تحديات، فالحرب التجارية المتصاعدة بين القوى الاقتصادية الكبرى تضع المملكة في موقع دقيق وحساس. كبلد يمثل حلقة وصل بين مصالح قد تكون متناقضة.
ومع ذلك، يرى مراقبون أن المغرب يظهر قدرة فائقة على استغلال موقعه الاستراتيجي ومؤهلاته الصناعية لتعزيز مكانته الدولية. متحركا بمرونة دون الانحياز الكامل لأي محور من محاور الصراع التجاري العالمي.
تعكس هذه الاستثمارات المتدفقة، سواء من الصين أو غيرها، ثقة متزايدة في الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي يتمتع به المغرب. وتساهم في جذب هذه الاستثمارات أيضاً البنية التحتية اللوجستية المتقدمة للمملكة وشبكة اتفاقيات التبادل الحر التي تربطه بعدد من القوى الاقتصادية الهامة، خاصة الاتحاد الأوروبي، مما يسهل الوصول إلى أسواق استهلاكية كبرى.
في ظل السباق العالمي المحموم نحو التحول إلى السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة، يثبت المغرب أنه يجد لنفسه مكانة وازنة في هذه الدينامية العالمية المتسارعة. وتأتي قدرة المغرب على التكيف السريع مع التحولات الدولية، وجاذبيته المتزايدة كمنصة صناعية ذات تنافسية عالية، لتجعله وجهة مفضلة وقادرة على استقطاب كبار الفاعلين العالميين في هذا القطاع الحيوي والمستقبلي.