الرباط-متابعة
كتبت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، اليوم السبت، أن فرنسا كانت، وعلى مدى سنوات، بمثابة “طنجرة للضغط”، مضيفة أنها “انفجرت هذا الأسبوع”.
وفي مقال رأي، أشارت الصحيفة الأمريكية، واسعة الانتشار، إلى أن واقعة مقتل مراهق برصاص الشرطة الفرنسية أسفر عن “اندلاع ثورة في جميع أنحاء البلاد، ضد عنف الشرطة والعنصرية”.
وأضافت الصحيفة الأمريكية “أن مظاهرات اندلعت بشكل كبير في فرنسا خلال الليالي القليلة الماضية”، مسجلة أن مجموعات من المتظاهرين في تولوز وليل ومارسيليا وباريس قامت بتخريب مراكز الشرطة ونهب أو تخريب مقرات عشرات الشركات، ورشق المباني العمومية وقوات شرطة مكافحة الشغب بالزجاجات الحارقة (مولوتوف).
وأكدت الصحيفة أنه تم اعتقال حوالي ألف شخص عقب هذه الاحتجاجات، مشيرة إلى عدم وجود بوادر على تهدئة الغضب.
المقال إلى أن “مقتل نائل، الذي بدا بالنسبة للكثيرين أشبه بإعدام بإجراءات موجزة، كشف عن أكثر أشكال عنف الشرطة تطرفا، والتي استهدفت منذ فترة طويلة الجاليات ذات البشرة الملونة في فرنسا”.
وأضافت الجريدة أن هذا الحادث المأساوي ساهم في تفاقم الامتعاض الذي يتأجج في جميع أنحاء البلاد، معتبرة أن الأمر يتعلق كذلك، بالنسبة للرئيس إيمانويل ماكرون، بـ”ضربة جديدة لسلطته، إذ تم إجبارهم مجددا على مواجهة فرنسا تلتهمها النيران”.
وذكرت الصحيفة بأن “الحكومة نادرا ما تنتهز الفرص لمعالجة معضلة عنف الشرطة بشكل جدي”، مبرزة أن “جزءا من المشكلة يكمن في علاقة ماكرون بالشرطة”.
“فمنذ توليه السلطة في عام 2017″، توضح الصحيفة، “اعتمد ماكرون على قوات الشرطة، وعزز دورها المركزي في الحياة السياسية الفرنسية”، مضيفة أن “موجة الاحتجاجات التي ترفض مختلف الإصلاحات الاجتماعية لماكرون -وآخرها الاحتجاجات المناهضة لإصلاح نظام التقاعد- تمت مواجهتها باللجوء المكثف للشرطة”.
وذكرت الصحيفة أنه “حتى في خضم الجائحة، كانت قوات الشرطة في الخطوط الأمامية لتنفيذ إجراءات حظر التجول الصارمة التي أقرها ماكرون”، مبرزة أنه وبعد أن أضحت قوات الأمن في صلب الجدل الوطني، “فمن غير المستغرب لماكرون أن يقف مكتوف اليدين”.