24 ساعة-أسماء خيندوف
تناولت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير حديث أبرز التحولات التي شهدتها كرة القدم المغربية في العقد الأخير، ما جعلها تحتل مكانة بارزة على الساحة الرياضية الإقليمية و الدولية.
وأشار التقرير إلى أن الرياضة أصبحت إحدى الأدوات الدبلوماسية الفاعلة التي يعتمد عليها المغرب لتعزيز مكانته على الصعيدين الإفريقي والعالمي، وذلك عبر تبني استراتيجية شاملة تتضمن تطوير البنية التحتية الرياضية، الاستثمار في المواهب، وتحقيق إنجازات رياضية مذهلة على مستوى البطولات العالمية.
وجاء التقرير تحت عنوان “كيف أصبح المغرب قوة رياضية صاعدة في كرة القدم”، حيث سلط الضوء على توقيع الاتفاقية الأخيرة التي تقضي بإقامة مقر دائم للمكتب الإفريقي للفيفا في مدينة مراكش، ما يعكس بشكل جلي المكانة المتنامية للمغرب في الرياضة الإفريقية.
كما استعرض التقرير تطور ملعب الحارثي في مراكش، الذي أصبح رمزا للتحول الرياضي في المغرب. حيث كان الملعب في بداية العقد الماضي في حالة من الإهمال، إلا أن تجديده في 2018 جعله يشكل جزءا أساسيا من رؤية المغرب الطموحة في تطوير الرياضة. مشيرا إلى أن هذا التحول أضفى على الملعب طابعا جديدا وقدم نموذجا حيا للتقدم في البنية التحتية الرياضية.
وفي إطار استعدادات المغرب لاستضافة كأس الأمم الإفريقية 2025، أورد التقرير أن المملكة تستعد أيضا لاستضافة كأس العالم 2030 مع كل من إسبانيا والبرتغال.
وفي هذا السياق، يتم بناء ملعب الملك الحسن الثاني في الدار البيضاء، بسعة تصل إلى 115,000 متفرج، ما يعكس تطلعات المغرب إلى استضافة أكبر البطولات الرياضية العالمية.
واستمرارا في تطوير المجال الرياضي، ذكر التقرير أن المغرب استثمر بشكل كبير في البنية التحتية الرياضية، ومنها أكاديمية الملك محمد السادس لكرة القدم التي تم إنشاؤها قرب الرباط بتكلفة قدرها 65 مليون دولار. هذه الأكاديمية، التي تمتد على 2.5 كيلومتر مربع، تضم ملاعب تدريب حديثة، مدرسة، مركزا طبيا، وتعد مركزا لتطوير الشباب في مجال كرة القدم.
كما أطلقت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم العديد من مراكز التدريب الإقليمية لدعم تطوير اللاعبين المحليين.
ومن الإنجازات التاريخية التي سلط عليها التقرير، وصول المنتخب المغربي إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر. وقد نجح المنتخب في إقصاء منتخبات قوية مثل إسبانيا والبرتغال، ما وضع المغرب في بؤرة اهتمام الإعلام العالمي وأبرز تأثير استثمارات المملكة في الرياضة. كما أن 70% من لاعبي المنتخب ينحدرون من الجالية المغربية في أوروبا، مما يعكس التنوع الكبير في المنتخب.
وأكد التقرير أن الاستثمارات المغربية في كرة القدم تتجاوز الجوانب الرياضية إلى جوانب دبلوماسية واقتصادية، حيث أصبحت الرياضة وسيلة لتعزيز العلاقات مع دول إفريقيا والدول الأخرى، وجذب السياحة.
وشدد على أن المغرب يخطط لجذب 26 مليون سائح بحلول عام 2030، كما يسعى لاستضافة خمس نسخ من كأس العالم للسيدات تحت 17 عاما، مما يعزز مكانة المملكة كمركز رياضي إقليمي.
وأبرزت “نيويورك تايمز” أيضا الدور البارز لفوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وعضو مجلس الفيفا، في قيادة هذا التحول الرياضي الكبير. ومنذ توليه رئاسة الجامعة في 2014، اتبع لقجع استراتيجية مبتكرة تهدف إلى تعزيز مكانة المغرب الرياضية على الصعيدين المحلي والدولي، ما ساهم في تعزيز حضور المملكة على الساحة العالمية عبر مناصب مهمة في الفيفا والكاف.