24 ساعة – متابعة
على خطى الكفاءات النسائية المغربية، تزخر الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب بكفاءات استطاعت أن تبصم على خبرتها وقدرتها على الاشتغال إلى جنب زميلها الرجل، في جعل هذه المؤسسة رائدة في تقديم خدمات من الجيل الجديد لزبناء بالملايين.
هاجر بوغازة، رئيسة مشروع بفرع الخبرة التقنية التابع للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب “ADM Projet”، واحدة من الكفاءات النسائية اللواتي يحملن اليوم مشعل توسيع الشبكة الوطنية للطرق السيارة بالمملكة.
تكمن وظيفة هاجر بوغازة في إدارة مشاريع البنية التحتية للطرق السيارة، من خلال القيام بالدراسات، وتتبع ومراقبة أوراش البناء، وضمان تنفيذ واحترام النظام الخاص بالسلامة ومعايير الجودة المتعلقة بمشاريع البنيات التحتية الكبرى.
تقوم هاجر بقيادة فِرق العمل والتنسيق بين مختلف الأطراف المعنية، إلى جانب ضمان حسن تنفيذ المشروع، فيما يتعلق بمراحل وتكاليف إنجاز المشاريع.
هذا العمل يتطلب حضورا مستمرا في الميدان، كما يتطلب التواصل الدائم مع الموارد البشرية لضمان حسن سير الأوراش، وقد أثبتت بوغازة عن أهليتها لتحمل هذه المسؤولية التي طرقت بابها منذ دخولها إلى عالم الهندسة.
بعد حصولها على دبلوم في الهندسة المدنية، التحقت هاجر بوغازة ب “ADM Projet” في سنة 2015، حيث شغلت منصب مسؤولة عن الدراسات. وكانت وظيفتها في البداية هي المشاركة في تطوير دراسات مشاريع الطرق السيارة في المغرب وفي بلدان إفريقية، مثل ساحل العاج.
بعد ذلك، انتقلت مهندسة الطرق السيارة إلى الاشتغال في مجال الأوراش، وعملت مهندسة أشغال تحت إشراف مدير المشروع، حيث قامت بتتبّع ومراقبة أوراش وأشغال إنجاز العديد من المشاريع، مثل بناء محطة الاستراحة بأمسكرود وتوسيع محطات الأداء على محور الطريق السيار الدار البيضاء -أكادير.
بعد هذه التجربة، وبفضل مشاركتها القوية وشغفها الكبير بالعمل الميداني، تم تعيينها مسؤولة عن أشغال التتريب والتطهيرلمشروع تثليث الطريق السيار الدار البيضاء -برشيد على مسافة تمتد 12 كيلومترا، وهو مشروع معقد للغاية إذ تم إنجازه في أحد المقاطع التي تشهد أقوى ازدحام على مستوى المملكة.
هذا المنصب تشغله لأول مرة مهندسة مغربية، ليس فقط تشريفا لها بل اعترافاً بخبرتها وقدرتها على ريادة مشاريع وتدخلات معقدة، كيف لا وقد استطاعت المرأة المغربية أن تشيد أول جامعة في العالم…إنها جامعة القرويين.
وهكذا كان، فقد شهد هذا المشروع تحقيق إنجاز تقني فريد غير مسبوق في المغرب. يتعلق الأمر باستبدال قنطرة السكة الحديدية القديمة المتواجدة على مستوى النقطة الكيلوميترية PK12 في الطريق السيار الدار البيضاء-برشيد بجسرين معدنيين جديدين تم تصنيعهما خارج الطريق السيار. وهي تقنية مبتكرة مكّنت من تقليص مدة توقيف حركة المرور في الطريق السيار من 10 أيام إلى بضع ساعات فقط.
تشغل هاجر بوغازة حاليا منصب رئيسة مشروع إنجاز بدّال “المسيرة” على مستوى الطريق السيار الدار البيضاء-مراكش، وهو مشروع تديره هذه المرة من البداية حتى النهاية.
وسيمكن هذا البدال، الذي تنجزه الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب بين مدينتي سطات وصخور الرحامنة، من ربط منطقة مشرع بن عبو والطريق الوطنية رقم 9 وسد المسيرة بشبكة الطرق السيارة الوطنية.
وقد رصدت لإنجاز هذا المشروع ميزانية تقدر بـ 85 مليون درهم، وهو يشمل عدة أشغال : أشغال التتريب والتطهير، بناء قنطرة جديدة من الخرسانة المسلحة، إنشاء محطة أداء جديدة ذات سقيفة معدنية، أشغال الإنارة، أشغال التشوير العمودي و الأفقي …. يتعلق الأمر إذن بمشروع يتطلب تعاونا مع العديد من الجهات والاشتغال مع متدخلين من العديد من المهن، كما يتطلب دقة كبيرة لأجل تسليم المشروع وفقا للمواعيد النهائية والتكلفة المحددة ووفقا للمعايير الدولية المعتمدة في مجالي السلامة والجودة.
تحمل هاجر بوغازة بدورها قيم الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب وتقتسمها. ففي هذا السياق، قامت برعاية مدرسة ابتدائية تقع غير بعيد عن موقع أشغال إنجاز بدال المسيرة، حيث تمكّنت من تعبئة منظومة المقاولات الشريكة وتوفير الميزانية اللازمة لإنجاز أشغال إعادة تأهيل هذه المؤسسة، والمشاركة بذلك في النهوض بأوضاع تلاميذ المنطقة وتطويرهم. ويندرج ذلك في إطار برنامج “J” الذي تقوم به الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب لفائدة المدارس والمؤسسات التعليمية المجاورة لشبكة الطرق السيارة، وذلك في إطار استراتيجيتها كشركة عمومية مواطنة تحرص على التأثير الإيجابي على المناطق التي يعبرها الطريق السيار ضمن علاقة يطبعها حسن الجوار.
بفضل مثابرتها وجهودها كامرأة وكسيدة محترفة في مجال البنيات التحتية للطرق السيارة، فقد حصلت هاجر بوغازة على لقب “مؤثرة BIM” لسنة 2020 في الفئة الدولية، وهي مسابقة سنوية تنظمها منصة HEXABIM الدولية، حيث تهدف إلى تسليط الضوء على الشخصيات والمنظمات الأكثر مشاركة في منهجية BIM، والتي تعمل من أجل إنجاز التحول الرقمي لإدارة المشاريع في قطاع البناء والأشغال العمومية. وهذه جائزة دولية رمزية بمثابة تكريم للمهندسة المغربية.