بلال نوالي-الرباط
مازالت ظاهرة تغيير المدربين تطفو على سطح كرة القدم المغربية. بعدما قررت العديد من الفرق. تغيير مدربيها خلال الجولات الأولى من البطولة الوطنية. بعد توالي النتائج السلبية، حيث بلغ عددهم أربعة مدربين. في ثماني جولات تم خوضها حتى الأن.
فوزي البنزرتي أول المغادرين
واستهلت هجرة المدربين، بإنفصال الرجاء الرياضي. عن المدرب التونسي فوزي البنزرتي. حيث كان أول المغادرين أواخر شهر شتنبر من هده السنة. بعد ثلاث مباريات فقط خاضها مع الفريق الأخضر. إذ تعادل أمام أولمبيك آسفي والمغرب التطواني وانهزم أمام اتحاد تواركة. وعوضه مواطنه منذر الكبير المدرب السابق للمنتخب التونسي.
عبد الحي بن سلطان
وانفصل فريق المغرب الفاسي عن المدرب التونسي عبد الحي بن سلطان. في التاسع من أكتوبر الماضي. بعد بداية متعثرة. حيث لازم الاستعصاء فريق المغرب الفاسي بداية الموسم الحالي رفقة المدرب بن سلطان.
وتحصل بن سلطان رفقة “الماص” على ثلاث نقط فقط من أصل خمس مباريات. بتعادله أمام المغرب التطواني والفتح الرباطي والدفاع الحسني الجديدي. وهزيمته أمام أولمبيك آسفي والشباب الرياضي السالمي. وعوضه المدرب عبد الرحيم اشكيليط الذي نجح في تحقيق ثلاث انتصارات متتالية رفقة المغرب الفاسي. على حساب أولمبيك خريبكة واتحاد طنجة ثم مولودية وجدة.
بادو الزاكي في “أسوأ ” تجربة له
ومن جهته، انفصل متذيل ترتيب البطولة الاحترافية، اتحاد طنجة. عن المدرب بادو الزاكي في السابع عشر من أكتوبر الماضي. بعد خمس هزائم متتالية ودون تسجيل أي هدف في أول خمس جولات. في “أسوأ” تجربة للإطار الوطني بادو الزاكي كمدرب. وعوضه مساعده حسن فاضل في قيادة اتحاد طنجة. في مباراة الوداد الرياضي التي انتهت متعادلة، قبل مجيء ابن الفريق حكيم الداودي.
منير الجعواني اخر المغادرين لحد الأن
وانضم منير الجعواني إلى قائمة المدربين الذين تمت إقالتهم من مناصبهم. إذ قرر فريق مولودية وجدة. الانفصال عن المدرب ومساعديه عثمان العساس وميمون مفتاح الخير. بعد الهزيمة أمام المغرب الفاسي بهدفين لواحد. التي جعلت الفريق يحتل المركز الرابع عشر برصيد خمس نقط. من فوز واحد وتعادلين وخمس هزائم.
وعن إقالته من تدريب مولودية وجدة. قال منير جعواني، في تصريحات إعلامية: “عانيت الأمرين في التدريبات ومع اللاعبين. ولم أكن أستحق هذه المعاملة، على أنصار النادي أن يعذروا اللاعبين. لقد كنت ألزمهم بالتدريبات رغم ظروفهم الصعبة، وعلى ملعب اصطناعي”.
وأردف: “تدربنا 3 مرات فقط على عشب طبيعي. تحصلنا بعدها على نتائج طيبة بالدوري، وتحملت كثرة الإضرابات عن التدريبات. نتيجة لوضع اللاعبين الصعب المثير للشفقة، فلا رواتب ولا تعويضات و بعضهم كان دون مأوى”.
وفي سياق آخر، يعم سخطا عارما لدى الجماهير الوجدية التي لا زالت متمسكة بمقاطعتها لمباريات الفريق. احتجاجا على التدبير العشوائي للشأن اليومي للنادي في ظل وجود أعضاء لا علاقة لهم بالتدبير الرياضي. وفق تعبير الجماهير الغاضبة التي تطالب برحيل هؤلاء الأشخاص. كشرط أساسي للعودة إلى المدرجات من أجل دعم ومساندة الفريق.
ومع استمرار ظاهرة تغيير المدربين. يبقى المدرب مثل أي “منتج” اخر من منتجات مجتمع الاستهلاك. يمكن استخدامه ورميه متى شاء المكتب المسير للفريق المعني بالامر. فهو الضحية الأول دائما عند أي خسارة أو إقصاء.
وكان قانون المدربين قد نص على أنه “يمنع كل مدرب، تمت إقالته من الفريق أو استقال من منصبه. الإشراف في نفس الموسم على فريق اخر بالدوري نفسه”.
ذلك القانون اشتغل عليه عبد الحق رزق الله الشهير “بماندوزا”. رئيس ودادية المدربين، لفترة طويلة، وبذل مجهودات كبيرة لتفعيله، من أجل حسم مسألة تغيير المدربين المتكررة. لكن رغم خروج هذا القانون الی حيز الوجود، فظاهرة تغيير المدربين مستمرة، لتبقى “دار لقمان على حالها”.