خرج علينا وزير خارجية الجزائر بإتهامات كيدية خطيرة تمس المصالح الإستراتيجة للدولة المغربية ، و لعل ما يثير الإشمئزاز من مستوى التواصل السياسي لوزير خارجية الجزائر يتلخص في إستعمال لغة ديبلوماسية تنهل من قاموس الإنحطاط و السفالة ، و تعاكس إرادة الشعبين في حسن الجوار و العيش المشترك على أساس الإحترام المتبادل و تدبير النزاعات بالمبدأ الراقي ” لا غالب – لا مغلوب” ، مع بناء شراكة مندمجة تعود بالنفع و الخيرات على الأجيال الصاعدة و تساعد على تحسين مستوى معيشة الشباب الذي يعاني حر البطالة و صقيع الفشل الإجتماعي .
فالوزير عبد القادر مساهل قدَّم ” محاضرة ” يحاول فيها إشهار فرص الإستثمار في الجزائر بالهجوم القذر على مشروع الإنماء الإفريقي الذي إنخرط المغرب في بنائه، و بعيدا عن إطناب التحليل فهذا السلوك الحقير في لغة الوزير ينم عن حالة ” المغربوفوبيا ” التي تعاني منها الأطراف المهيمنة على رقاب العباد و نظام البلاد داخل دولة الجزائر . هذه الحملة المسعورة التي تحاول التشويش على العمل المغربي التنموي المتضامن مع العمق الإفريقي ، إننا فعلا نواجه عماه الديبلوماسية الجزائرية التي ترفض التحلي بالذكاء السياسي اللازم لتدبير الخلاف و الاختلاف
إن “ديبلوماسية” توجيه التهم الجاهزة و نعت المغرب بالأحكام الجائرة لا يعدو أن يشكل دليلا ملموسا على تشبت صناع القرار الجزائري برفض ” يد البناء المبسوطة و الممدودة ” لخدمة القضايا الحقيقية للشعبين الشقيقين،كما أن كل لبيب عاقل يستطيع الجهر بحقيقة أن أعطاب ” ثقافة الريع” بحاجة الى قوة المعرفة و الحكامة الراشدة .
و لأن المناسبة شرط ، فالإتهام المطروح حول أموالى” الحشيش ” المغربي يجعلنا نتساءل أولاًّ عن ملايير الدولارات التي إحتكرتها عصبة قليلة حرمت الشباب الجزائري من حقه الطبيعي في عائدات بلاده النفطية . ثم نمضي بسخرية مع رواية الوزير البوليسية لنقف عند غريب المفارقات :
• أموال الحشيش الممنوع تنزل الى إفريقيا و أموال النفط الحلال يتم تهريبها نحو الشمال ؟!
• أموال ” الحشيش المغربي ” تساهم في الرواج الاقتصادي لدول فقيرة تعيش الفقر و الحاجة ، و “أموال النفط الجزائري” تتخلى عن فقراء شعبها لتَخْلُدَ ساكنة في الجَنَّات المالية العالمية ؟!
تالله إنها لأبهى تمثلات الحقد الديبلوماسي و شرعنة جميع الوسائل للتشويش على مسيرة المغرب الجديدة ، هذه المسيرة و رغم المعيقات الداخلية و الخارجية و رغم التعثرات المتداخلة إلا أنها أضحت تحت تهديد أخطر يتمظهر في ” ديبلوماسية الموت ” التي تعتمدها الجزائر و يبدو أن الموانع القائمة تكمن في انعدام سبل التفاوض و الحوار مع ” نظام ” يعيش ساعات احتضاره و لا يستطيع لنفسه خيرا.
نختم بالتذكير ، مرَّة جديدة ، بجمالية الغايات المعبر عنها في خطاب ثورة الملك و الشعب ، حيث يتمظهر مستوى التأصيل الأخلاقي ل ” مشروع إعمار افريقيا المتعدد الأبعاد ” من خلال تشبت جلالة الملك محمد السادس بنهج القيم الراقية و المقاصد النبيلة. و هذا ما توضحه بجلاء الفقرة الواردة في نص الخطاب : ” فما أحوجنا اليوم لاستلهام قيم التضحية والوفاء والعطاء المستمر لمواصلة حمل مشعل هذه الثورة المتجددة، داخليا وقاريا. فبهذه المبادئ والقيم، وبالعمل الجماعي، سنتمكن من رفع التحديات المتداخلة التي تواجهنا لتحقيق التنمية الشاملة، وترسيخ الأمن والاستقرار الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة “.
* رئيس جمعية الاختيار الحداثي الشعبي