أكد الحزب الاشتراكي الموحد أنه بعد قرار الحكومة تنفيذ قرار الإغلاق لشركة مفاحم المغرب التزمت بتنفيذ مجموعة من الوعود و المتمثلة في توفير بدائل اقتصادية للإقليم لكن تلك الوعود لم تنفذ مما أدخل الساكنة في براثن البطالة و في المقابل قامت بمنح رخص الاستغلال لمجموعة من المحضوضين واضطرت معه الساكنة للاستغلال العشوائي لآبار الفحم أو ما يصطلح عليه بالساندرية أو الحاسي.
وحسب تقرير للحزب فإن الأمر يتعلق بآبار لا يتجاوز قطرها المتر أو أقل و بعمق يبدأ من 50 متر إلى أزيد من 100 متر و بها أنفاق أفقية تصل لعشرات الأمتار حيث ينزل إليها أكثر من ثلاثة أشخاص دفعة واحدة و يقومون بالحفر في أنفاق ضيقة تصعب معها الحركة مما يجعلهم عرضة لانهيارات الأنفاق أو تدفق المياه الجوفية من إحدى المنابع و قد تم تسجيل أزيد من 44 حالة وفاة داخل الساندريات منذ انطلاق الاستغلال العشوائي بعد إغلاق شركة مفاحم المغرب كان آخرها الشهيدين الحسين و جدوان اللذان كانا سببا في تأجيج حراك جرادة.
ويرى الاشتراكي الموحد أن الاستغلال المفرط لشركة مفاحم المغرب للفحم الحجري أدى إلى تراكم المخلفات السامة على اعتبار أن مقر الشركة يوجد بالمدينة حيث حولها لركام من الرماد الأسود منتشر بعدة مناطق و أبرزها “الرومبلي” و هو جبل من المخلفات حين يراه كل وافد على المدينة يعتقد أنه جبل طبيعي و قد تعهدت الحكومة عند إغلاقها للشركة بإزالتها لكنها لم تفي بوعودها و ظلت المدينة تحث رحمة تلك المخلفات السامة تسبب مزيدا من أمراض التنفس للساكنة.من جهة أخرى أوضح الحزب أن الاشتغال بمناجم الفحم الحجري يؤدي لإصابة العمال بمرض السليكوز وهو مرض يصيب الرئة بسبب استنشاق جزيئات غبار السيليس البلورية الحرة صغيرة الحجم ( أقل من 5 ميكرومتر) و التي تصل إلى الحويصلات الهوائية و تبقى محجوزة داخل النسيج الرئوي. و قد عانى عمال شركة مناجم المغرب من هذا المرض الفتاك لسنوات طويلة في غياب مستشفيات قادرة على احتواء الأعداد الكبيرة من المصابين الذي يتجاوز 1700 مصاب مما دفعهم لخوض مجموعة من المعارك النضالية نتج عنها بناء المشتشفى الإقليمي لجرادة منذ ثلاث سنوات من الآن و الذي خصص جناح منه لمرضى السليكوز لكن فيما بعد سيتم إقحام النساء المصابات بأمراض التنفس في نفس الجناح.