الرباط-متابعة
أسدلت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالرباط، الستار على أعمال الملتقى العلمي الدولي حول : “الثقافة والفنون ودورهما في مكافحة الجريمة والتطرف”، والذي نظم بشراكة مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون الخليجي، وعرف مشاركة متميزة لعدد من الشخصيات الأمنية والفكرية العربية.
وكان الملتقى، فرصة لتجاذب الافكار والتجارب حول الأدوار التي يمكن أن يلعبها الجانب الفني والثقافي في مكافحة التطرف والارهاب ، كما تم عرض عدة تجارب ميدانية في المجال خاصة تجربة المملكة المغربية فيما يخص الرعاية المصاحبة وبرنامج مصالحة واللتان تستهدفان سجناء الفكر المتطرف من خلال محاورتهم فكريا وإعادة إدماجهم مجتمعيا.
وفي نهاية الملتقى الذي استمر ليومين، وضم اكثر من ثمانية ندوات فكرية، تناولت الموضوع من كافة جوانبه ،تم اصدار عدد من التوصيات المهمة، التي شهدت طرح رؤى وأفكار ابتكارية ونقاشات ثرية لنخبة من المسؤولين والخبراء في مجالات القضاء والأمن والثقافة والفنون.
وتضمنت توصيات الملتقى، تجديد الدعوة إلى وضع تعريف جامع للتطرف ليتسنى التعامل وفقا له بمنظور العدالة والإنصاف، وتجديد الدعوة للمثقفين للإسهام الايجابي الفعال في إثراء “حوار الثقافة والفنون إزاء الجريمة والتطرف”، وتعزيز أدوار المقاربة الاجتماعية الاقتصادية الثقافية في استراتيجية مكافحة التطرف والإرهاب، والنص على أن تكون مواد التكوين الإبداعي مواد أساسية جاذبة في سلك الدراسة قبل الجامعية.
إلى جانب هذا تمت الدعوة إلى الإهتمام بالجانب العلمي للمحتويات الفنية والثقافية ومراعاة الشراكات الذكية والتطورات التي يشهدها عالم الاتصال التكنولوجي، إضافة إلى إنشاء مراكز تهتم بتقديم خدمات الثقافة والفنون، واستقطاب خبرات علمية واجتماعية مناسبة للمساهمة في تقديم مواد ثقافية وفنية تعزز مكافحة الجريمة والتطرف وتراعي الفئات العمرية، وكذا الإستفادة من التجارب المميزة وتعميمها للاسترشاد بها.
ودعت التوصيات إلى تقديم دعم يتناسب والتحديات التي يجابهها مجال رعاية السجناء والمفرج عنهم، والعمل على توسيع نطاق أنشطة المؤسسات والمراكز المهتمة بهما، إلى جانب تثمين مبادرة الإيسيسكو وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في عقد هذا النشاط، ودعوتهما للاستمرار في تنظيم أنشطة مماثلة، ودعم الأبحاث والدراسات في هذا المجال.
وفي إختتام هذا الملتقى، تم طرح فكرة دعم الانضمام إلى الاتفاقيات و المعاهدات الدولية ذات الصلة بمكافحة الجريمة و التطرف، من واقع الإسهام الفاعل في صياغة هذه المعاهدات بما يحمل ملامح الخبرة الخاصة والوعي الذاتي، والحرص على ضرورة تكثيف الاعتناء الرسمي حيال كل ما يعرض من أعمال ورؤى فنية عبر الرسائل السمعية والمرئية لرصد كل ما يخالف القيم الدينية والاجتماعية.
بالإضافة إلى هذا، أجمع المشاركون في الملتقى العلمي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، على انه أحد أهم المسارات لمكافحة الجريمة والإرهاب، ودعم التعايش السلمي بين الأفراد والشعوب وعلاجا ناجحا في مواجهة التطرف، حيث سعت الجامعة إلى عقد هذا الملتقى بهدف التعريف بوظيفة الأعمال الفنية والثقافية في مجالات مكافحة الجريمة وإعادة تأهيل ذوي السوابق الإجرامية والارهابية لتسهيل إعادة دمجهم في المجتمع، إضافة إلى إبراز أهمية المحتويات الثقافية والفنية في دعم التعايش بين الأفراد والشعوب والحضارات في مكافحة الإرهاب والتطرف، واستعراض افضل الممارسات والتجارب العربية والاقليمية والدولية في هذا المجال.
وفي الأخير تم، تثمين مبادرة الإيسيسكو وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في عقد هذا النشاط، ودعوتهما للاستمرار في تنظيم أنشطة مماثلة، ودعم الأبحاث والدراسات في هذا المجال، بالإضافة إلى توجيه الشكر لحكومة المملكة المغربية، وكافة المؤسسات العدلية والأمنية التي شاركت في فعاليات الملتقى وإثراء برنامجه، ما أسهم في نجاح الملتقى وتحقيق أهدافه وغاياته.