حكيم العسولي
شكل القرار الأممي الذي صدر عن مجلس الأمن، اليوم الجمعة، صدمة كبرى لذى الجزائر وصنيعتها عصابة البوليزاريو، حيث تبنى المجلس الأممي قرارا جديدا بشأن قضية الصحراء المغربية، يحمل رقم 2602، ومدد بموجبه مأمورية بعثة “المينورسو” إلى غاية 31 أكتوبر 2022، حيث صوت 13 عضوا لصالح القرار فيما امتنع عضوين هما روسيا وتونس.
وقد وجه مجلس الأمن بهذا القرار الأممي، خمس “ضربات موجعة للجزائر وعصابة “بوليزاريو” في المقابل تعتبر خمس مكتسبات للمغرب.
وحسب قراءة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، للقرار (رقم 2602)، أكد الوزير خلال ندوة صحفية، أن القرار جاء في سياق مجموعة من المكتسبات، منذ أكتوبر 2020، تاريخ القرار الأخير.
وتتمثل تلك المكتسبات، حسب بوريطة، في تأمين معبر الكركارات، في 13 نونبر 2020، ثم الاعتراف بمغربية الصحراء من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وفتح مجموعة من القنصليات في الأقاليم الجنوبية.
وفي هذا السياق واجه المغرب مناورات وتحركات من طرف الأطراف الأخرى، وجاء القرار ليقدم 5 أجوبة في هذا السياق، حول طبيعة المسلسل، والهدف منه، وأطرافه، ووقف إطلاق النار والمكتسبات التي حققتها المملكة من خلال القرار الجديد.
1- طبيعة المسلسل
كانت الجزائر قد بعثت عبر ممثلها رسالة في مجلس الأمن يوم 21 أكتوبر الجاري، يرفض فيها أي إشارة إلى الموائد المستديرة وجاء الجواب في القرار، ليؤكد على تلك الموائد وبمشاركة كل الأطراف لتدبير المسلسل وهي مذكورة أربع مرات في القرار كآلية تجب متابعتها من طرف المبعوث الشخصي للأمين العام.
2- الهدف من المسلسل
أكد الوزير على أنه وقعت ضغوط وابتزاز حتى يتم تغيير الفقرة الثانية من القرار والمتعلقة بأن الحل يجب أن يكون واقعيا وعمليت ومبنيا على التوافق.
3- أطراف المسلسل
تم ذكر الجزائر 5 مرات، في القرار، مثل المغرب. وبالتالي حدد مجلس الأمن الأطراف واعتبر الجزائر مسؤولة طيلة المسلسل وهي مدعوة إلى المشاركة بمسؤولية وبشكل بناء.
4- وقف إطلاق النار
كانت هناك تحركات، يقول الوزير، لجعل ما وقع في الكركارات هو السبب في كل المشاكل، وجاء مجلس الأمن ليعبر عن قلقه من إنهاء وقف إطلاق النار، في الوقت الذي تشبث فيه المغرب بشكل رسمي بالتزامه بوقف إطلاق النار. وبذلك كانت رسالة إلى الأطراف التي تتلاعب بهذا الأمر.
وأكد بوريطة أنه لم يتم ذكر الكركارات في القرار، وفي الوقت الذي أصدر الطرف الآخر بيانات الحرب، عبر مجلس الأمن عن استقرار الوضع وهي رسالة قوية للجزائر والبوليساريو، خصوصا عندما دعا إلى دعم قوي للمينورسو.
5- المكتسبات
تم التأكيد، يقول الوزير، على أن الحكم الذاتي إطار واقعي وعملي وذو مصداقية ومذكور كأفق وحيد للحل. وفي المقابل، لم تتم الإشارة إلى حقوق الإنسان وليست مطروحة في مهام المينسورسو.
بل تمت الإشارة إلى تسجيل اللاجئين ومسؤولية الجزائر في ذلك.
وهذه كلها أجوبة صريحة ومباشرة عن كل المناورات والتحركات التي كانت تعطي الانطباع بتغيير محددات المسار فيما تعامل المغرب، يقول الوزير، بهدوء واعتبر الأمر استحقاقا عاديا وليس نقطة تحول كما أراد الآخرون، شاكرا الولايات المتحدة وفرنسا على دعمهما.