إعداد-زينب لوطفي
الرياضيون المغاربة ليسوا مجرد أبطال في ميادينهم، بل هم رموز للعزيمة والإرادة التي تعكس قيم الانضباط، الصبر، والعمل الجاد.
في رمضان، حيث تتعزز الروح الإنسانية والتضامن، نلتقي مع هؤلاء الأبطال الذين استطاعوا أن يصبحوا قدوة للأجيال الجديدة، محققين إنجازات عظيمة على المستويين الوطني والدولي.
كل حلقة من هذه السلسلة ستأخذنا في رحلة عبر مسيرة أحد الرياضيين المغاربة، نستعرض خلالها أبرز محطات حياته المهنية والشخصية، وكيف تحدى الصعاب ليصل إلى القمة.
إن قصصهم تحمل في طياتها دروسًا في القوة الداخلية والتفاني في العمل، مما يجعلها مصدر إلهام لكل متابع.
انضموا إلينا في هذه الرحلة الرمضانية المميزة عبر جريدة “24 ساعة” الإلكترونية، وتعرفوا على أبطال المغرب الذين رفعوا اسم بلدهم عاليًا في مختلف المحافل الرياضية.
الحلقة التاسعة والعشرون
يعد هشام أرازي واحدا من أبرز الأسماء التي لمعت في تاريخ التنس المغربي والعربي، بفضل موهبته الفريدة وأسلوبه المميز داخل الملاعب.
وُلد أرازي في مدينة الدار البيضاء يوم 19 أكتوبر 1972، واكتشف شغفه بالتنس منذ صغره، ليبدأ رحلته في عالم “الكرة الصفراء” وعمره لم يتجاوز 13 عاما، قبل أن يحترف رسميا في سن العشرين.
دخل أرازي عالم الاحتراف من بابه الواسع، إذ كان أول لاعب عربي يتأهل إلى الأدوار التمهيدية لبطولة عالمية، وذلك خلال مشاركته في بطولة دبي عام 1995، لكن مسيرته لم تتوقف عند هذا الحد، إذ حقق قفزة نوعية عندما بلغ ربع نهائي بطولة أستراليا المفتوحة سنة 1998، حيث اصطدم بالمصنف الأول عالميا آنذاك، الأمريكي بيت سامبراس.
وشهدت مسيرته العديد من المحطات المضيئة، لعل أبرزها وصوله إلى نهائي بطولة مونت كارلو للأساتذة، حيث خسر أمام البرازيلي غوستافو كويرتن، كما تمكن من بلوغ ربع نهائي بطولة رولان غاروس مرتين عامي 1997 و1998، إضافة إلى إنجازه في بطولة أستراليا المفتوحة التي بلغ فيها نفس الدور عامي 2000 و2004.
بفضل أسلوبه الفريد، ويده اليسرى الساحرة، استطاع أرازي أن يكسب احترام الجميع، سواء من زملائه في الملاعب أو من عشاق اللعبة، الذين أطلقوا عليه لقب “ساحر المضرب”، ولعل أبرز لحظاته التاريخية كانت عام 2002 في بطولة فرنسا المفتوحة، عندما هزم الأسطورة السويسرية روجر فيدرير في الدور الأول بثلاث مجموعات نظيفة، في مباراة لم تستغرق سوى ساعة و35 دقيقة.
في 5 يونيو 2001، وصل أرازي إلى أفضل تصنيف عالمي له، حيث احتل المركز الـ22 عالميا، ليصبح ضمن قائمة كبار لاعبي التنس في العالم، وبعد مسيرة حافلة بالعطاء والتألق، قرر الاعتزال سنة 2007، تاركا إرثا خالدا في ذاكرة التنس المغربي والعالمي، ومكانة لا تزال محفورة في وجدان عشاق اللعبة.