حاوره :أسامة بلفقير
هشام الصغير، رئيس المجلس الإقليمي بمدينة وجدة، يرى في حوار أجراه مع صحيفة “24 ساعة” الإلكترونية، أن الجهة الشرقية تعاني من مشاكل متعددة، سواء اقتصادية أو اجتماعية، موضحا أنه يجب تعاون مع أقاليم الجهة لتحقق إقلاعا اقتصاديا، مشيرا إلى الإمكانيات الطبيعية المهمة المتنوعة والتي تزخر بها المنطقة الشرقية، وأكد أن يتمنى أن تنشأ محطة لوجيستيكية جوية، على غرار مطار دبي، لتكون منافسة للمطارات الأخرى..
كيف تقرأ وضعية الجهة الشرقية اقتصاديا في السنوات الخمس الأخيرة؟
الموقع الجغرافي للجهة الشرقية جعل اقتصادها مرتبط بالدول المجاورة؛ ففي السنوات الأخيرة وبعد تضييق الخناق، على الحدود المغربية الجزائرية، و كذا مليلية المحتلة، و الحد من التهريب المعيشي. خلقت أزمة اقتصادية واجتماعية، جعلت بعض المؤشرات تنذر بالخطر.
وما هي أبرز المشاكل الاجتماعية التي تعاني منها الجهة الشرقية؟
كما ذكرت سلفا، تعاني الجهة من أزمات اجتماعية أبرزها، ارتفاع مؤشر الهشاشة و البطالة، مما أدى إلى تزايد مهول للجريمة وتعاطي للممنوعات، بالإضافة إلى تفشي ظاهرة الانتحار خصوصا في صفوف الشباب، لكني أرى أنه مع تضافر جهود كل الفاعلين، يمكن التغلب على هذه المشاكل.
لنتحدث عن إمكانيات الجهة وإستراتيجية الاستثمار خلال المرحلة المقبلة ؟
تتوفر الجهة الشرقية، على تنوع جغرافي و مناخي، بالإضافة إلى تنوع الثقافي جد مهم، مما يُمكِّن التعاون بين أقاليمه إلى إقلاع اقتصادي يُحل معه جل المشاكل الأخرى، من أجل هذا التعاون يجب ربط الأقاليم فيما بينها بطرق سريعة، و كذا ربط بعض الأقاليم بسكة حديد من اجل قطار جهوي و العمل على خطوط جوية مباشرة بين دول أوروبا و مطارات الجهة الثلاث و بين بعض مطارات الجزائر و مطار وجدة أنجاد ..
كيف يمكن تقوية أقاليم الجهة الشرقية اقتصاديا؟
أعتقد أنه يجب الدفع باقتصاد كل إقليم حسب مقوماته؛ فالناظور مثلا ومع مشروع الميناء المتوسطي الذي هو في طور الإنجاز، يجب تشجيع الصناعة الثقيلة والمتوسطة، مع الحفاظ على الاراضي لاستقطاب المستثمرين الكبار، و جعل المنطقة اللوجيستيكية.
أما في إقليم تاوريرت والدريوش، أقترح تشجيع الفلاحة المتوسطية، مع ضرورة استفادة من إقليم الناظور بحكم امتداده الجغرافي.
فيما إقليم بركان بحكم أنه إقليم فلاحي، وجب إنشاء مصانع لتثمين منتوجاته الفلاحية، وذلك بشراكة القطاع العمومي، وتوفير أسواق لتصريف السلع، مع ضمان حماية المصدرين. وأتمنى لو تنفصل السعيدية عن إقليم بركان، ليكون إقليما سياحيا و يُعطى له أهمية أكثر في التسيير لاستغلال المنشآت السياحية الكبرى التي أنشأت والتي في طور الإنشاء.
إقليم جرادة
فيجب ربطه بسكة الحديد
مع المنطقة اللوجيستيكية لتاوريت
أما عن إقليم جرادة، فيجب ربطه بسكة الحديد مع المنطقة اللوجيستيكية لتاوريت، وتشجيع استخراج المعادن وتثمينها قبل التصدير، فيما يجب إنشاء تعاونيات لتثمين وتسويق المنتوجات المحلية، لكل من إقليمي جرسيف وفكيك، وربطهما على الأقل بالأسواق الوطنية، وتشجيع السياحة القروية لهذين الإقليمين، لما يزخران من تنوع طبيعي وموروث ثقافي، فيما إقليم وجدة عاصمة الشرق، فوجب التركيز على قطاعين أثنين : الخدمات بشتى أنواعها ؛ الخدمات المرحلة لإدخال العملة والخدمات الطبية و الإدارية … ، بالإضافة إلى قطاع التجارة و المهرجانات؛ هنا يجب تشجيع التجارة العصرية، لتكون رافعة للأسواق التقليدية مع تنظيم مهرجانات رياضية ثقافية فنية وسياحية.
بهذا تكون أقاليم الجهة الشرقية في رأيي، مكملة لبعضها و تحتوي على ميناء دولي ومنطقة لوجيستيكية وصناعات ثقيلة ومتوسطة وكذا محلية ومناطق سياحية وخدماتية وتجارية.
وأتمنى أن يتحقق حلم يراودني، والمتمثل في إنشاء محطة لوجيستيكية جوية، على غرار مطار دبي، وتنشأ عبر مراحل وتكون في المثلث وجدة تاوريت الناظور، وستكون جد منافسة للمطارات الأخرى، بحكم المنطقة الشرقية نقطة إلتقاء مجموعة، من الممرات الجوية الرابطة بين آسيا و أمريكا و كذا أوروبا و إفريقيا.