إدريس العولة -وجدة
لا زالت ساكنة مدينة وجدة تتذكر جيدا، تلك الليلة المشؤومة من أواخر شهر رمضان من سنة 2011، رغم مرور حوالي 12 سنة على هذا الحادث الأليم، والمتمثل أساسا في الحريق المهول الذي أتى على حوالي 1500 محل تجاري بسوق مليلية أكبر الأسواق التجارية بالمدينة، حيث خلف هذا الحريق خسائر مادية تعد بالملايير، إضافة إلى إعتقال حوالي 80 شخصا وإحالتهم على العدالة بتهمة استغلال هذه الظروف الاستثنائية من أجل السرقة.
كانت الساعة تشير إلى حوالي الواحدة صباحا، من يوم الخميس 25 غشت من سنة 2011، حينما إندلعت أولى شرارة النيران بسوق مليلية أكبر الأسواق التجارية بمدينة وجدة، وتزامن ذلك مع إعلان الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بوجدة، عن انقطاع الماء الصالح للشرب بغالبية أحياء المدينة بحجة الصيانة، الأمر الذي صعب من مأمورية مصالح الوقاية المدنية التي وجدت صعوبة بالغة في إخماد النيران بسبب نذرة المياه.
فعمت فوضى عارمة بمحيط السوق، نظرا إلى الكم الهائل من المواطنين الذين حلوا بمكان الحادث لمشاهدة النيران وهي تلتهم أكبر الأسواق التجارية بالمدينة، ظروف استغلها مجموعة من الأشخاص، حيث غامروا بأنفسهم داخل النيران المشتعلة، ليس حبا في إخمادها، بل من أجل السطو على السلع التي لم تمسسها النيران بعد، الأمر الذي دفع بالتجار إلى التسلح بالهراوات والسلاسل الحديدية، وإقامة دروع بشرية لمنع المتلصصين من دخول السوق.
ولم تتمكن مصالح الوقاية المدنية من إخماد النيران إلا في حدود الساعة التاسعة صباحا، حيث تحول السوق إلى أكوام من المتلاشيات، وعم الحزن في صفوف التجار، جراء الخسائر المالية الفادحة التي تكبدوها جراء الحريق، فتحت الجهات المختصة تحقيقا حول أسباب الحريق، ليتضح لها أن الأمر يتعلق بتماس كهربائي، لتنطلق مسيرات واحتجاجات التجار لمطالبة الجهات المعنية بإيجاد حلول مناسبة لهذه المعضلة، فيما باشرت المصالح الأمنية أبحاثها وتحرياتها، أسفرت عن إيقاف حوالي 80 شخصا بتهمة استغلال ظروف استثنائية من أجل السرقة.
إذن هكذا عاشت ساكنة مدينة وجدة أحداث ووقائع أكبر حريق في تاريخ المدينة.