24 ساعة- محمد أسوار
يشهد الإقتصاد العالمي تقلبات كبيرة، جراء إعلان روسيا الإتحادية الحرب على دولة أوكرانيا؛ ولا يستبعد خبراء أن يكون للغزو الروسي تأثير على الإقتصاد الوطني، على اعتبار أن موسكو من بين أبرز مصدري الحبوب للمغرب، خصوصا القمح اللين، كما أن روسيا تعد سوقا كبيرة لمنتجات فلاحية مغربية، كالطماطم والحمضيات.
الخبير الاقتصادي؛ مهدي فقير، يرى أن هناك تأثيرا مباشرا من شأنه أن يمس الواردات والصادرات، قبل أن يوضح أنه ”من السابق لآوانه القفز على استنتاجات هذا التأثير”.
وأوضح، ضمن تصريح خص به ”24 ساعة”، أن المغرب يجب عليه البحث عن ”بدائل إن وجدت والتي ستكون تكلفتها باهظة وضاغطة على احتياطات المغرب من النقد الأجنبي وعلى ميزانية الدولة”، للتغطية على مخلفات الحرب وتأثيرها المباشر على الواردات التي تتشكل أساسا من المواد المصنعة والغذائية والقمح، كمادة استراتيجية؛ وصادرات تتضمن الحوامض ومنتجات فلاحية أخرى.
أما بخصوص قرار الدول الغربية فصل روسيا عن جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك أم ما يشتهر بنظام ” سويفت ”المالي”، فإن الخبير الاقتصادي، مهدي فقير، يرى أن ذلك لن يكون له أي تأثير كبير في المعاملات المالية مع المغرب؛ أولا لكون الأبناك الروسية ليس لها وزن كبير في النظام المالي العالمي؛ وثانيا لوجود الصين التي قد تكون الوسيط لأي معاملة مع روسيا؛ ثم أيضا لكون دول كثيرة، منها المغرب، عبرت، إلى حدود الساعة، عن موقف ”عدم الإنحياز” لهذا الطرف أو ذاك، في الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.
في المقابل، يرى فقير أن فرض عقوبات على روسيا ستكون له تداعيات مباشرة على الاقتصاد الوطني، خصوصا في مجال الطاقة واستيراد القمح، مما سيشكل عبئا جديدا على الميزانية.
وأوضح أن الأسعار، فيما يتعلق بالمنتجات المغربية التي يصدرها المغرب، من المؤكد أنها ستشهد إنخفاضا ”إذا كانت الوفرة، ولكن إذا وجدت بدائل في التصدير فإن المنتجات المغربية ستوجه إلى السوق الدولية”.
وشدد على أن السوق الداخلية المغربية قادرة على استيعاب فائض الإنتاج، و ”لن يتكبد المنتجون المغاربة خسائر كبيرة لكون السوق الداخلية في حاجة لهذه المنتجات”.
وعزى الخبير استمرار ارتفاع المنتجات الفلاحية التي كانت توجه إلى السوق الروسية، مثل الطماطم والحمضيات، والتي تشهد أسعارها ارتفاعا صاروخيا في الأسواق؛ إلى عدم إعطاء المغرب بعد موقفا رسميا بشأن ما يجري بين روسيا وأوكرانيا، ومازال الغموض سيد الموقف بخصوص مدى انضمام المغرب للدول الراغبة في فرض عقوبات على روسيا من عدمه، كما أنه لم يتم قطع العلاقات بين موسكو والرباط، مشددا على أن العقوبات المفروضة على روسيا هي ”أوروبية محضة”.
وشدد على أن العقوبات على روسيا لم تتخذ بعد الطابع الدولي، مستبعدا أن يصل الأمر إلى ذلك، لأن تداعيات ذلك لن تكون سهلة، لذلك فـ ”الكثير من الدول عبرت عن رفضها للإتجاه نحو فرض عقوبات دولية على روسيا كما الشأن بالنسبة للإمارات والمكسيك والهند.