الرباط-عماد مجدوبي
ذكر البيت الأبيض في بيان صحفي، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن. اقترح تعيين نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شمال أفريقيا، جوشوا هاريس، سفيرا جديدا لدى الجزائر.
ومن المفترض أن يخلف جوشوا هاريس، في إدارة بايدن السفيرة إليزابيث مور أوبين، التي شغلت هذا المنصب منذ 29 فبراير 2022. وستدرس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي هذا الاقتراح قريبا.
مجلة “جون أفريك“، تساءلت في مقال لها عما إذا سيكون تعيين جوشوا “بشرى سارة للمغرب”؟ وهل سيحاول السفير الأمريكي الجديد إقناع الجزائريين بتليين موقفهم بشأن قضية الصحراء المغربية؟
جوشوا هاريس دبلوماسي متمرس ومتعدد اللغات (يتحدث العربية والفرنسية والكرواتية والإيطالية والبولندية والسلوفينية). ويُنظر إليه بشكل خاص على أنه “سيد الصحراء” في إدارة بايدن.
تم تعيينه نائبًا لوزير الخارجية لشؤون شمال إفريقيا في يوليوز 2022، وهو مقرب من أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الحالي، وشخصية ثقيلة في الدبلوماسية الأمريكية.
كما كان مديراً لشؤون العراق في مجلس الأمن القومي، وترأس الخلية السياسية للمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للتحالف العالمي لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
وقالت المجلة إن تعيين هاريس في الجزائر بمثابة “رسالة استرضاء للجزائر، رغم اهتمامه الشديد بالمواقف المغربية”،
وقام هاريس، منذ صيف 2022، بعدد من الرحلات المكوكية بين واشنطن والجزائر والرباط. وقد زار بشكل خاص الجزائر والمغرب مرتين، في شتنبر ودجنبر 2023، في إطار جولة مخصصة بالكامل لاستئناف العملية السياسية بشأن قضية الصحراء المغربية، وهو على دراية جيدة بالخفايا الإقليمية، وفق “جون أفريك”دائما.
ولسبب وجيه، خلال زيارته الثانية للجزائر، مر جوشوا هاريس بتجربة مريرة في المشاحنات الإعلامية بين الجارتين المغاربيتين. وهكذا أجرى الدبلوماسي مقابلة مع موقع “الجزائر الآن” الإعلامي تم فيه تحريف تصريحاته واقتطاعها.
ففي النسخة التي نقلتها وسائل الإعلام الجزائرية، يعلن الدبلوماسي الأمريكي أن “الحل السياسي الدائم في الصحراء يتمثل في تقرير المصير”، لكن الرواية الرسمية للمقابلة المنشورة على موقع السفارة الأمريكية بالجزائر العاصمة كشفت بشكل مفضوح تحريف تصريحاته حيث طالب بـ “حل سياسي دائم وعادل تحت رعاية الأمم المتحدة”.
والأكثر من ذلك أن هاريس رد بشكل واضح، أن “الولايات المتحدة تعتبر مقترح المغرب للحكم الذاتي جديا وذو مصداقية وواقعيا”.
عقب زيارته للمملكة يومي 17 و18 دجنبر 2023، أصدر جوشوا هاريس أيضًا بيانًا أكد فيه مجددًا أنه “لا يوجد تغيير في الموقف الواضح والثابت للولايات المتحدة”.
يقول إيمانويل دوبوي، رئيس معهد الاستشراف والأمن في أوروبا، لمجلة “جون أفريك”، إن التعيين المحتمل جدًا لجوشوا هاريس في السفارة الأمريكية في الجزائر العاصمة “ليس حدثًا”. يوضح دوبوي: “لن يتغير شيء”. لماذا ؟ بادئ ذي بدء، لأن العلاقات بين الولايات المتحدة والجزائر تدهورت. ولم تتزحزح الجزائر قيد أنملة عن دعمها لروسيا منذ بداية الحرب في أوكرانيا”.
وأضاف: “لم يعد الأمريكيون يملكون سيطرة كبيرة على النظام الجزائري. ويعد تعيين هاريس وسيلة للحفاظ على الحد الأدنى من العلاقة الضعيفة للغاية بين البلدين، مع تجنب صب الزيت على النار. لكن الحقيقة هي أنه حتى فيما يتعلق بالاستخبارات، فإن الجزائر تتعاون مع موسكو وطهران أكثر بكثير من تعاونها مع واشنطن”.
صحيفة “جون أفريك” كشفت في مقالها أن الرباط ترى أن تعيين هاريس “إشارة إيجابية ويلتزم بمواقفه المتزنة”.