الدار البيضاء-أسماء خيندوف
تواجه هولندا، كغيرها من الدول الأوروبية، تحديات متزايدة في إدارة ملف الهجرة غير النظامية، مع ارتفاع أعداد المهاجرين وضغوط الاكتظاظ في مراكز الإيواء. وتعتمد السلطات الهولندية على التعاون مع دول المنشأ، ومنها المغرب، لتسريع عمليات ترحيل المهاجرين الذين رفضت طلبات لجوئهم، في إطار تنظيم تدفقات الهجرة وضمان استقرار النظام العام.
و في هذا السياق، كشفت صحيفة “التلغراف” الهولندية أن التنسيق الثنائي بين السلطات الهولندية والمغربية أثمر عن ترحيل 430 مهاجرا مغربيا خلال عام 2024، وهو ما وصفه فريق وزيرة الهجرة الهولندية، مارجولين فابر، بأنه نجاح يعكس فعالية التعاون بين البلدين.
و بحسب تقرير الصحيفة، ساهمت العلاقات الدبلوماسية المعززة بين المغرب وهولندا في تسهيل إعادة المهاجرين وطالبي اللجوء الذين رفضت طلباتهم، مسجلة زيادة كبيرة في عدد المرحلين مقارنة بالسنوات السابقة.
ومن جهته، أوضح التقرير السنوي الصادر عن “خدمة الإعادة إلى الوطن والمغادرة” أن إجمالي عدد المهاجرين غير النظاميين الذين تم ترحيلهم من هولندا في 2024 بلغ 12 ألف مهاجر، وهو أعلى معدل منذ 2019، بزيادة 16.5% مقارنة بالعام السابق.
و بالنسبة للمهاجرين المغاربة، ارتفع عدد المرحلين إلى 430 خلال العام المنصرم، وهو تحول ملحوظ بعد سنوات من انخفاض هذه الأرقام.
كما أشار التقرير إلى تنظيم رحلات جوية خاصة لتنفيذ عمليات الترحيل، إلا أن أكثر من نصفها أُلغي بسبب صعوبات لوجيستية. ومع ذلك، تتوقع السلطات الهولندية استمرار زيادة عمليات الترحيل في 2025، خاصة مع أزمة الاكتظاظ في مركز استقبال المهاجرين الوحيد في البلاد، حيث ينتظر 3650 مهاجرا الترحيل.
وبدورها، أكدت وزيرة الهجرة الهولندية أن “تحسين التعاون مع المغرب كان له تأثير إيجابي مباشر على تنفيذ هذه العمليات”.
و تجدر الإشارة إلى أن هولندا تعاني من ضغوط متزايدة على مراكز استقبال المهاجرين، ما دفعها إلى التوقف مؤقتا عن استقبال المزيد من المهاجرين.