نشر بشراكة مع DW العربية
أعلنت الولايات المتحدة الاثنين فرض سلسلة عقوبات تستهدف خصوصا وزارة الدفاع الايرانية والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وذلك في إطار العمل مجددا بعقوبات الأمم المتحدة، داعية الدول الأوروبية إلى الاقتداء بها.
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن عقوبات الأمم المتحدة تستهدف 27 جهة بين أشخاص وكيانات، لكن المنظمة الأممية تؤكد أن القرار في هذا الأمر لا يعود لواشنطن.
وجاء في بيان لترامب أن “الولايات المتحدة أعادت تفعيل العقوبات الأممية على إيران”. وتابع الرئيس الأميركي أن إعادة تفعيل العقوبات الأممية “توجه رسالة واضحة للنظام الإيراني ولأركان المجتمع الدولي الرافضين الوقوف بوجه إيران”.
وغالبية الأفراد المدرجين على قائمة عقوبات “الأمم المتحدة” مستهدفون بعقوبات أميركية، ومن بينهم وزير الدفاع الإيراني والمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية.
وتقول الإدارة الامريكية إنها تعيد فرض حظر أممي على الأسلحة انتهكته إيران، لا سيما في الهجوم الذي استهدف منشآت نفط سعودية.
وينتهي حظر الأسلحة التقليدي التقليدية الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران الشهر المقبل، وقد رُفض مشروع قرار طرحته الولايات المتحدة لتمديده. لكنها تستند في ذلك إلى قرار أممي رحّب بالاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مع إيران في العام 2015. وكان ترامب قد أعلن انسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق في العام 2018، لكنه يتحجج بأن واشنطن تبقى “مشاركة” فيه، وفق ما هو وارد في نصه.
وترى غالبية أعضاء مجلس الأمن بما في ذلك ألمانيا والدول الأخرى التي تمتلك حق الفيتو في مجلس الأمن أن الولايات المتحدة ليس لديها القدرة على إجبار بقية الدول على إعادة تفعيل آلية سناباك التي تتعلق بإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران.
يذكر أن “سناباك” هي آلية وردت في قرار مجلس الأمن رقم 2231، والذي بموجبه يتم رفع العقوبات الاقتصادية الشديدة التي كانت مفروضة على إيران، وكان القرارٌ صدر في أعقاب التوصل إلى الاتفاق النووي .
وتتيح هذه الآلية لأي من الدول الأعضاء دائمة العضوية في مجلس الأمن التي وقعت الاتفاق النووي، اللجوء إليها لإعادة فرض العقوبات في حال انتهاك طهران التعهدات المنصوص عليها.
طلب دعم دول أوروبية
من جهته طالب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ألمانيا وبريطانيا وفرنسا بتنفيذ العقوبات “الأممية” على إيران.
وقال بومبيو:” كل دولة عضو في الأمم المتحدة مسؤولة عن تنفيذ هذه العقوبات وهو ما يشمل بالتأكيد المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا”. وأعرب عن اعتقاده بأن العقوبات الدولية التي دخلت حيز التنفيذ مرة أخرى تعني للأشخاص في أوروبا المزيد من الأمان من إيران حتى بدون مساعدة حكوماتهم. وفي إشارة إلى الدول الثلاث قال بومبيو:” أتمنى ان تنضموا إلينا”.
“تأثير محدود”
وحُدد موعد المؤتمر الصحافي للإعلان عن هذه الخطوة في التوقيت نفسه الذي كان يتحدث فيه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمام مركز أبحاث أميركي رائد على الرغم من تنديد إدارة ترامب. وقال ظريف امام مجلس العلاقات الخارجية إن الخطوة الأخيرة لن يكون لها “تأثير كبير” على بلاده.
وأكد أن إيران لا تنوي إعادة التفاوض على الاتفاق بصرف النظر عن الفائز في انتخابات الرئاسة الأميركية.
واعتبر مراقبون أن الهدف الأساسي للخطوة الأميركية هو نسف الاتفاق النووي قبل انتخابات الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، في حين يؤكد المنافس الديموقراطي لترامب جو بايدن تمسّكه بهذا الاتفاق.
وقال وزير الخارجية الإيراني “على الولايات المتحدة أولا أن تثبت أنها جديرة بالثقة التي تتطلبها عودتها إلى الاتفاق قبل أن تضع شروطا”.