24 ساعة – متابعة
قال محمد واموسي مدير مكتب تلفزيون دبي ووكالة أنباء الإمارات في العاصمة الفرنسية باريس، أن المغرب لم يقرر التحرك العسكري لوقف استفزازات جبهة البوليساريو إلا بعد استنفاذه مختلف مساعي التهدئة،و بعد أن عمل الإنفصاليون المدعومون من الجزائر على تعطيل حرية تنقل الأشخاص والبضائع في منطقة الكركرات الحدودية مع موريتانيا، خاصة بعدما اتضح للعالم أن المسألة تتجاوز تعطيل مرور البضائع إلى موريتانيا وافريقيا عن طريق المعبر إلى سعي الجبهة الانفصالية بتوجيه من الجنرالات الجزائريين إلى إنشاء دولة في المناطق “المحررة” من الصحراء تمهيدا لنقل المخيمات الصحراوية من تندوف إلى داخل المنطقة العازلة.
وأضاف واموسي في تصريح خص به جريدة “24ساعة” الإلكترونية، المغرب لم يتحرك إلا بعد أن تعطلت محاولات متكررة للتهدئة بتنسيق مع المينورسو، لكن الجبهة الانفصالية تمادت في استفزازاتها ما يعكس وجود خطة مسبقة للتصعيد تم ترتيبها مع الجزائر لإعادة خلط الأوراق في وقت بدت فيه رؤية المغرب للحل تحوز على ثقة مختلف الأطراف المتداخلة في الملف، في المقابل المملكة المغربية أبانت عن صبر لا متناه وضبط للنفس لكن ذلك لم يمنع تواصل التصرفات الاستفزازية لجبهة البوليساريو الانفصالية، التي لم تكف عن عرقلة السير العادي للبضائع والأشخاص بالكركرات.
وأشارواموسي لرد فعل البوليساريو قائلا ” لقد لاحظنا بعد تدخل القوات المسلحة المغربية كيف قامت عناصر البوليساريو بإشعال النيران في مخيماتها التي نصبتها سابقا بشكل غير قانوني، قبل أن تلوذ بالفرار، ورغم استثمار جبهة البوليساريو لتحرك المغرب العسكري للإعلان عن الحرب وهو الأمر الذي يبدو أنها كانت تعد له منذ بدء الاستفزازات في نهاية 2016، إلا أنني شخصيا كنت أرى تحرك المغرب “كان شرا لا بد منه” لأن الانفصاليين كانوا يستثمرون صبر المغرب لفرض أمر واقع جديد يربكون به المسار السياسي الأممي، و سكوت أو تراخي المغرب في الرد الحازم، كان سيكلفه تنازلا صعبا و مكلفا بضياع الأرض وحقوقه الترابية في المقدمة، و كان سيعطي الانطباع بالقابل عمليا بالتقسيم، وهو خيار سبق للمغرب و أن رفضه سنة 2004، وقبلت به الجزائر، تبعا لخلاصات الأمين العام السابق كوفي عنان، وتدفع إليه البوليساريو في المنطقة العازلة،الظاهر أن البوليساريو فقدت كل أمل في إقامة دولة صحراوية كبيرة كما تريد الجزائر في إطار العملية السياسية الحالية لمجلس الأمن، وأدركت نتيجتها بعد تفكيكها العلاقة بين النعت والمنعوت للحل الأممي السياسي والواقعي والعملي الذي يمضي لصالح إقرار مبادرة المغرب بالحكم الذاتي ولو بصيغة متطورة.
ونبه الصحافي المغربي إلى ضرورة “الربط بين ما جرى في إقليم الصحراء المغربي ونتائج الانتخابات الأميركية، خاصة وأن جبهة البوليساريو وحليفتها الجزائر كانتا تراهنان في الماضي على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض الأمر الواقع في المنطقة لكن ذلك الرهان سرعان تقلص مع إقالة مستشاره للأمن القومي جون بولتون الذي لوح بالحرب عندما هدد بإنهاء مهمة بعثة المينورسو الأممية، لذلك البوليساريو حاولت استثمار الفترة الانتقالية في الولايات المتحدة لفرض الأمر الواقع تحسبا لإمكانية اتخاذ إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن قرارات داعمة لموقف المغرب تتوج الانتصارات الدبلوماسية التي حققها خلال الفترة الماضية كان أهمها افتتاح عدد من الدول لقنصليات لها في الصحراء المغربية”.
وقال واموسي أن “جلالة الملك محمد السادس تفطن بشكل مبكر لمخططاتهم و تصدى لهم في الوقت المناسب حين وجه حفظه الله القوات المسلحة الملكية بإنهاء الوضع الجديد الذي حاول الانفصاليون فرضه في المنطقة العازلة و بشكل احترافي و سلمي لم يفض لإراقة و لو نقطة دم واحدة، اليوم منطقة الكركرات و بسبب تهور البوليساريو باتت كلها في يد المغرب، وأتوقع في حال إقدام الانفصاليين على أي تهور آخر فإن المغرب لن يتردد في بسط سيطرته على كل ما تبقى من ترابه في باقي المنطقة العازلة”.
واموسي لـ”24ساعة”: في حال إقدام الانفصاليين على أي تهور آخر فإن المغرب لن يتردد في بسط سيطرته على كل ما تبقى من ترابه في باقي المنطقة العازلة
