24 ساعة-متابعة
يمكن اعتبار صعود القارة الإفريقية كقوة جيوسياسية دافعا لإجبار الولايات المتحدة الأمريكية. على إعادة التفكير في استراتيجيتها في القارة الإفريقية. حيث يبرز المغرب كعنصر أساسي في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه أفريقيا.
في ذات الصدد، يسلط مقال حديث للشرقاوي روداني بعنوان “إعادة تعريف الحلفاء. كيف يتطلب نهضة أفريقيا استراتيجية أمريكية جديدة”، نُشر في مجلة الدبلوماسية الحديثة، الضوء على الدور الحاسم الذي يلعبه المغرب في هذه الديناميكية الجديدة، حيث يضع نفسه كشريك استراتيجي رئيسي لواشنطن.
ويشير التحليل، الذي يؤكد على الأهمية الاقتصادية والجيوسياسية المتزايدة لأفريقيا، إلى المغرب كمثال على القيادة في التماسك الاقتصادي والسياسي في المنطقة الأفريقية الأطلسية.
وتتوافق رؤيتها الاستراتيجية، التي تركز على الاتصال الإقليمي، مع أهداف الأطر الأمنية لشمال الأطلسي والمحيطين الهندي والهادئ، مما يؤكد أهمية أفريقيا في الاستقرار العالمي.
وتشير الورقة إلى مشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب كمثال نموذجي لهذه الاستراتيجية.
ربط دول غرب إفريقيا وتحسين تكامل الطاقة على طول الممر الأطلسي
هذا المشروع، الذي يسعى إلى ربط دول غرب إفريقيا وتحسين تكامل الطاقة على طول الممر الأطلسي، لا يدفع التنمية الاقتصادية المستدامة فحسب، بل يعزز أيضًا التعاون الإقليمي، ويحول الساحل الأطلسي الأفريقي إلى مركز حيوي للطاقة والتجارة والاستثمار والأمن البحري.
وبعيدًا عن البنية التحتية للطاقة، يقدم المغرب نفسه كقائد في تحول الطاقة في إفريقيا، حيث يستثمر في إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا. وتعزز هذه المبادرات، التي تتماشى مع سياسة المغرب “الثلاثية أ” (التكيف الزراعي الأفريقي)، الأمن الغذائي وتساعد الدول الأفريقية على التكيف مع تحديات المناخ.
ويسعى إدماج الطاقة والسيادة الغذائية والتعاون الاقتصادي في الرؤية المغربية. إلى تحويل الممر الإفريقي الأطلسي إلى محرك للنمو الإفريقي.
ويمكن لهذه الاستراتيجية، التي تتماشى مع عقيدة شمال الأطلسي والمحيط الهادئ الهندي. أن توفر إطارًا للتعاون الذي يعالج الاحتياجات الاستراتيجية لكلا الجانبين.
التوافق مع الرؤية المغربية يمكن أن يعيد تنشيط سياسة الولايات المتحدة
ويشير المقال إلى أنه بالنسبة لإدارة ترامب، فإن التوافق مع الرؤية المغربية. يمكن أن يعيد تنشيط سياسة الولايات المتحدة تجاه أفريقيا، مما يرسيها في الديناميكيات المحلية والتطلعات الأفريقية.
وتعتبر معاهدة السلام والصداقة الموقعة عام 1786 بين المغرب والولايات المتحدة، والتي لا تزال سارية المفعول، رمزا لتحالف طويل يمكن أن يلهم حقبة جديدة من التعاون الاقتصادي والأمني.
باختصار، يسلط مقال الشرقاوي روداني الضوء على أهمية المغرب في السياق الجيوسياسي الأفريقي الجديد. حيث يقدمه ليس فقط كلاعب رئيسي في التنمية الاقتصادية والتحول الطاقي، ولكن أيضًا كشريك استراتيجي للولايات المتحدة في السعي لتحقيق استراتيجية جديدة لأفريقيا.
يتم تقديم الرؤية المغربية، التي تركز على التعاون الإقليمي والاستدامة. كنموذج يحتذى به لعلاقة أكثر إنصافًا وإثمارًا بين الولايات المتحدة وإفريقيا.