24ساعة- عبد الرحيم زياد
في رقعة الشطرنج الجيوسياسي للمغرب، وجه المغرب ضربة قاصمة أعادت تشكيل ديناميات المنطقة. بفضل مناورة استراتيجية وحليف حاسم – فرنسا – وضع المملكة الشريفة الجزائر في موقف عزل دبلوماسي، مما يوضح كيف يمكن لمزيج من الدبلوماسية الذكية والمصالح الاقتصادية والحلفاء المدروسين تغيير مسار التاريخ الإقليمي.
المغرب يأخذ زمام المبادرة بفضل دبلوماسية ذكية ودور استراتيجي في مجال الطاقة
في ذات السياق، كشفت ورقة بحثية، أن المغرب نجح في ترسيخ موقعه في الصحراء المغربية بدبلوماسية مدروسة بعناية، حيث نسج تحالفات مع دول أفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وبينما ظلت الجزائر متمسكة بمواقفها التاريخية، تمكن العلويون من توسيع شبكتهم الدولية، ليصبحوا بذلك لاعباً رئيسياً في التحديات الجيوسياسية المعاصرة.
ومن أهم التحركات تعزيز دوره كجسر للطاقة بين أفريقيا وأوروبا. إن خط أنابيب الغاز الذي يربط نيجيريا بأوروبا عبر المغرب لم يعزز نفوذه الاقتصادي فحسب، بل عزز أيضًا موقعه الجيوسياسي كشريك أساسي لأمن الطاقة في أوروبا. علاوة على ذلك، فإن وصوله المباشر إلى المحيط الأطلسي يوفر طريقًا حيويًا لدول الساحل، مما يعزز دوره الاستراتيجي في هذه المنطقة.
فرنسا: الدعم الحاسم
كان الدعم الحاسم من فرنسا عنصرًا حاسمًا في هذه الاستراتيجية المغربية. إن اعتراف باريس بالصحراء كمناطق مغربية قد حرم الجزائر من إحدى أقوى مطالبها التاريخية، مما عزز موقع المغرب وعزل الجزائر دبلوماسياً. لم يضعف هذا الدعم الجزائر على الساحة الدولية فحسب، بل سلط الضوء أيضًا على نقص شركائها الاستراتيجيين.
الجزائر: محاولة لإعادة تعريف موقفها على الساحة الدولية
حاولت الجزائر، المحاصرة والمعزولة بشكل متزايد، إحياء خلافات قديمة بإحياء ذكريات التجارب النووية التي أجرتها فرنسا في الصحراء عندما كانت لا تزال تحت الاستعمار. ومع ذلك، يبدو أن هذا النهج هو ملاذ أخير أكثر من كونه استراتيجية قوية. ولم تنحرف المجتمع الدولي، الذي اتخذ موقفه بالفعل، عن هذه الاتهامات. وتواجه الجزائر صعوبة في عكس عزلتها الدبلوماسية، ودعوتها إلى ذاكرة الماضي لا تنجح في تلميع صورتها على الساحة العالمية.
التوترات الداخلية المتزايدة في الجزائر
تعيش الجزائر أزمة داخلية عميقة. يفقد النظام العسكري، الذي أصبح أكثر تشرذماً، دعمه الشعبي، مما يؤجج التوترات الداخلية المتزايدة. تغرق الفساد والشكوك العامة والاقتصاد المتدهور بالبلاد في حالة من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي يبدو أنه لا نهاية له. تعكس هذه الأزمة الداخلية عجز الجزائر عن التكيف مع الديناميات الجيوسياسية الجديدة، مما يزيد من عزلتها على نطاق عالمي.
النصر الاستراتيجي للمغرب
لعب المغرب أوراقه ببراعة. بفضل الدعم الحاسم من فرنسا ودبلوماسية حيوية، نجحت المملكة الشريفة في تجاوز الجزائر، التي يبدو أن موقعها المميز سابقًا القائم على مواردها النفطية والغازية قد ولى. سمح النفوذ المتزايد للمغرب، المدعوم بتحالفات قوية، بإعادة تعريف موازين القوى في المغرب. وقد تم حسم مصير المنطقة: يتجه المغرب بشكل حاسم نحو المغرب، بينما تواجه الجزائر أزمة دبلوماسية وسياسية غير مسبوقة. لقد انتهت اللعبة.