الدار البيضاء-أسماء خيندوف
أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية الهولندية عن تنظيم جلسة حوارية نهاية يناير الجاري في مدينة لاهاي، لمناقشة تجارب الجالية المغربية بهدف صياغة مقترحات لتحسين سياسات الاندماج في المجتمع الهولندي. وتأتي هذه الجلسة في إطار مبادرة أطلقها قطاع الاستقرار الاجتماعي التابع للوزارة، بالتعاون مع مؤسسة “دايفيرجن”، لتوفير فضاء للنقاش حول تحديات وقصص اندماج مغاربة هولندا.
وأفادت صحيفة “ديكانتتيكنينغ” الهولندية، أن الدعوة الموجهة إلى المنظمات المغربية تشمل مناقشة مواضيع محورية، أبرزها التعامل مع التغيرات الثقافية والدينية والهوياتية عبر الأجيال، وتأثير سياسات الاندماج على الشباب المغربي الهولندي. كما ستتطرق الجلسة إلى العلاقة بين الجالية والمجتمع الهولندي، بما في ذلك التوترات وسبل تعزيز التفاهم المتبادل، إضافة إلى دور الروابط مع المغرب في تشكيل هوية الجالية.
و أثارت المبادرة ردود فعل متباينة داخل الجالية المغربية في هولندا. وفي هذا السياق، أوردت الصحيفة بعض آراء الهولنديين من أصول مغربية كعبد الحكيم، أحد المشاركين المحتملين، الذي عبر عن شكوكه في أهداف هذه الجلسة، معتبرا أنها “تمهيد لترحيل المغاربة”، وقال: “يريدون إغلاق المدارس الإسلامية. الحوار؟ حول ماذا؟ أنا لا أثق في الحكومة.”
و في المقابل، رأت ليلى أولاد الصديق، وهي ناشطة في القضايا التعليمية، أن المبادرة خطوة إيجابية. وقالت: “نحن في هولندا منذ 65 عاما، لكننا لم نحظ بالقبول الكامل بعد.” ومع ذلك، أكدت أنها لن تشارك في الجلسة بسبب طبيعة شخصيتها الحادة، لكنها أعربت عن ثقتها في أن ممثلي الجالية سيعكسون بصدق تحدياتهم.
و من جانبها، أشارت الكاتبة الهولندية من أصول مغربية فاطمة الزهراء بنقدور إلى تجربتها الشخصية مع التمييز. وقالت: “طوال حياتي، يطرح علي سؤال متكرر عن أصولي. لماذا لا يطرح هذا السؤال على الهولنديين الآخرين الذين ولدوا هنا مثلنا؟”
أما الكاتب والمدرس بلال بن عبد الكريم، فرحب بفكرة تحسين الاندماج، لكنه تساءل عن مدى جدية الحكومة في التعامل مع هذا الملف. وأوضح: “الجالية المغربية تحقق نجاحات كبيرة على مختلف المستويات، لكن وسائل الإعلام والأحزاب المتطرفة تركز على الجوانب السلبية.”
وأضاف بلال: “الأسر المغربية تخشى على مستقبل أبنائها، خصوصا مع وجود أحزاب معادية للمسلمين في الحكومة.”
أما ليلى أولاد الصديق اختتمت حديثها بالتأكيد على أهمية تجاوز قضايا الأصل والهوية نحو بناء مجتمع يركز على الكفاءات والإسهامات. وقالت: “قبول المغاربة يعزز جمال المجتمع الهولندي، ونحن جزء لا يتجزأ من نسيجه الاجتماعي.”
و تفتح هذه الجلسة المرتقبة الباب لمناقشة عميقة حول قضايا الاندماج والتحديات التي تواجه الجالية المغربية، لكنها تضع أيضا على عاتق الحكومة مسؤولية إثبات جديتها في معالجة الانقسامات وتعزيز التفاهم المتبادل.
وتجدر الإشارة، إلى أن الجالية المغربية في هولندا عانت من مظاهر العنصرية خلال أحداث أمستردام الأخيرة، ما يبرز التحديات المستمرة التي تواجهها في مساعيها للاندماج والعيش بكرامة داخل المجتمع الهولندي.