من المنتظر أن يحل وزير الداخلية الإسباني، يوم الثلاثاء المقبل، بالرباط في زيارة للاجتماع بنظيره المغربي ومسؤولين أمنيين. وتأتي هذه الزيارة، حسب مصادر إعلامية إسبانية، في سياق التنسيق الأمني الاستخبارتي بين البلدين على خلفية حادث الدهس الذي شهدته ساحة “لاس رامبلاس” في برشلونة قبل أسبوعين.
وأكد الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، يوم الخميس الماضي في الرباط، أن التنسيق بين المغرب وإسبانيا في مجال محاربة الإرهاب لا يقتصر فقط على التعاون الأمني، بل يشمل كذلك التأطير الديني.
وأوضح الخلفي، خلال لقاء صحفي عقب انعقاد الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، في معرض رده على سؤال حول اعتقال أشخاص في المغرب على خلفية الاشتباه في تورطهم في هجمات برشلونة، أن المصالح الأمنية المغربية “معبأة من أجل القيام بكل التحقيقات اللازمة في إطار التعاون النموذجي والتنسيق الأمني المكثف مع الجارة إسبانيا، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية”، مضيفا أن التعاون بين البلدين يشمل أيضا “التنسيق في مجال التأطير الديني، الذي يعدّ أحد مقومات محاربة الإرهاب، من خلال نشر الفكر المعتدل والوسطي ومحاربة جذور التطرف”.
وبعد أن أكد أن التحقيقات مازالت متواصلة، أشار الخلفي إلى أن الأمر يتعلق بعمل إرهابي وأن الجميع معبأ من أجل تفكيك وإلقاء القبض على المشتبه فيهم والذهاب في التحقيق إلى أبعد مدى، مبرزا أنه يتم، في الوقت نفسه العمل على تعزيز القدرات الاستباقية إزاء أي عمل يمكن أن يقع.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن هذا ا”لعمل يتواصل، باعتبار أن محاربة الإرهاب ليست قضية محلية بل عابرة للحدود”، مضيفا أن أحد محاور النجاح فيه يقوم على تقوية التنسيق والتعاون الأمنيين بين البلدين، والذي يشكل نموذجا على مستوى المنطقة.