الرباط-عماد مجدوبي
أعرب وزير العدل الفرنسي، جيرالد دارمانان، عن امتنانه العميق للسلطات المغربية لدورها المحوري في تسليم فيليكس بينغي، المعروف بلقب “القط”، أحد أبرز تجار المخدرات في فرنسا.
العملية التي أسفرت عن اعتقاله جرت في الدار البيضاء في مارس الماضي. وقال دارمانان عبر منشور على منصة “إكس” إنه بصفته وزير الداخلية الفرنسي السابق، كان شاهداً على اعتقال بينغي وتابع بتقدير الجهود المغربية في إجراءات تسليمه، موضحاً أن هذه الخطوة ستساهم في إحقاق العدالة الفرنسية بمحاسبته أمام محاكمها.
في مارس 2024، تمكنت فرقة الشرطة القضائية الوطنية بالدار البيضاء، بتعاون وثيق مع المكتب المركزي الفرنسي لمكافحة الجريمة المنظمة ومكتب مكافحة المخدرات، من القبض على “بينغي”. الأخير يترأس شبكة “يودا” الإجرامية وتم توقيفه خلال عملية تتبع دقيقة لتحركاته.
وربطت تقارير إعلام فرنسية عملية اعتقال “القط” بانفراج الأزمة السياسية الطويلة بين المغرب وفرنسا، إلى جانب زيارات رفيعة المستوى مثل زيارة ستيفان سيجورنيه إلى المغرب ولقاء شقيقات الملك محمد السادس بالرئيس الفرنسي في الإليزيه. وأوضحت المصادر أنّ التعاون الأمني الأخير يعكس عودة الحوار بين البلدين.
وفي تعليقٍ آخر، أشار جيرالد دارمانان على صفحته على “فيسبوك” إلى أن التعاون مع السلطات المغربية مثّل “ضربة كبيرة لتجارة المخدرات”.
من جهته، أشاد المدعي العام في مارسيليا، نيكولا بيسون، بالتنسيق الملحوظ الذي قاد إلى عملية الاعتقال الناجحة. وذكرت الصحافة الفرنسية سابقاً أن فيليكس بينغي، المُلقب بـ”القط”، يبلغ من العمر 34 عاماً وينحدر من أب مغربي عامل من إقليم “جارد” بفرنسا وأم تنتمي لجمهورية إفريقيا الوسطى. وكان يقود شبكة “يودا” العابرة للحدود التي تورطت في تجارة واسعة النطاق للمخدرات.
وكانت الشرطة الدولية “الإنتربول” قد أصدرت مذكرة حمراء بحقه بناءً على طلب القضاء الفرنسي. ويتهم بينغي باستيراد المخدرات ضمن إطار عصابة منظمة، إلى جانب التهم الأخرى التي تشمل النقل والاحتجاز والترويج وغسيل الأموال.
فرّ بينغي إلى المغرب بعد اشتداد النزاع بين عصابته وعصابة منافسة تُعرف باسم “مافيا DZ”، التي ينتمي قادتها لذوي أصول جزائرية. المواجهات التي اندلعت بين العصابيتين في فبراير 2023 أسفرت عن العديد من الضحايا، بينهم أبرياء، إضافة إلى إصابات متعددة بلغ عددها 123 جريحاً.