سناء الجدني – الرباط
سقطة مهنية جديدة تسجلها وكالة الأنباء الفرنسية، من خلال فبركتها وتحويرها لتصريحات أنتونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بشأن مسار حل نزاع الصحراء المغربية المفتعل من قبل الجزائر.
وكالة الأنباء الفرنسية نشرت قصاصة، انطلاقا من رد غوتيريس على سؤال لمراسل وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي” – ماريو فيلار- بخصوص الزيارة الأخيرة التي قام بها المبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا إلى المنطقة من أجل إحياء المسلسل الهادف إلى إيجاد حل للنزاع المفتعل.
لكن بدل أن تنقل وكالة “أ.ف.ب” ما صرح به غوتيريش دون أي تحريف، فقد نشرت بأن الأمين العام الأممي دعا المغرب والبوليساريو إلى اهتمام قوي من أجل إيجاد حل، وهو الأمر الذي يتناقض بل وبشكل تحريفي بفبركة للتصريحات التي أدلى بها كبير موظفي الأمم المتحدة، وهو الذي لم يسبق أن تورط في أي تصريح من هذا القبيل، بالنظر إلى إدراكه القوي للدور الجزائري الحاسم.
ذلك أن غوتيريش وجه، في اللقاء الصحفي ليوم أمس الجمعة، الدعوة إلى “جميع الأطراف” وليس إلى المغرب إلى البوليساريو كما ادعت الوكالة الفرنسية، وهو وصف دقيق يقصد به غوتيريش بشكل واضح أن الحل يتأتى بانخراط الجزائر في تسوية هذا النزاع، وليس “الطرفين” كما نشرت وكالة الأنباء الفرنسية.
ويؤكد هذا الخرق لأخلاقيات مهنة الصحافة المتعارف عليها دوليا، ارتباكا حقيقيا للوكالة الفرنسية بشكل يضرب مصداقيتها، علما أن صحافي وكالة الأنباء الإسبانية تحدث بدوره عن جميع الأطراف والدول التي بإمكانها أن تؤثر في الوصول إلى حل، والمقصود هنا بشكل أساسي الجزائر.