في خطوة وصفت بأنها قمة في الشفافية نشر اتحاد الكرة الألماني وكذلك مجلس إدارة الدوري الألماني (بوندسليغا) العام الماضي خبرا مفاده أنّ الأندية الألمانية المحترفة دفعت لوكلاء اللاعبين وحدهم 127 مليون يورو في الفترة من مارس 2015 حتى مارس 2016. لكن مثل هذا الكلام لن يعود نشره في المستقبل، حسب ما ذكر توماس كيستنر، المعلق بصحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية. وتعد الأندية الألمانية نوعا ما، مقارنة بغيرها في إنجلترا وأسبانيا، معتدلة في الإنفاق لشراء اللاعبين، ولذلك ينتظر أن يحصل وكلاء اللاعبين في البلاد الأخرى على مبالغ أكبر وأكبر من زملائهم الموجودين في ألمانيا.
ويرى كيستنر أن وكلاء لاعبي كرة القدم أصبحت لهم الكلمة العليا داخل اروقة الرياضة الأكثر شعبية في العالم؛ لدرجة أنه دعا إلى تغيير تسمية “كرة قدم المحترفين” إلى تسمية أخرى هي “كرة قدم وكلاء اللاعبين”. ويعتقد كيستنر أن كلامه هذا يستند إلى حقائق تبين “أنهم وحدهم هم أصحاب الكلمة، حيث يقومون بالتنقيب في كافة أركان القرى بحثا عن الجواهر الخام الصغيرة ليدخلوها سلسلة الإنتاج ليغنموا من ورائها في النهاية مكاسب شخصية تصل إلى عشرات الملايين.” تتكرر مشاهد الغضب والحيرة داخل أندية كرة القدم للمحترفين عندما يتعلق الأمر بانتقالات اللاعبين، ويعتقد توماس كيستنر أن وكلاء اللاعبين يقفون وراء ذلك، ومن أقرب الأمثلة عليها موضوع النجم الغابوني بيير إمريك أوباميانغ مع ناديه دورتموند الألماني والنجم الفرنسي ديمتري باييت مع ناديه الإنجليزي السابق ويستهام يونايتد.
فانتقال اللاعبين عادة ما يرافقه ارتفاع كبير في قيمتهم وبالتالي يستفيد وكيل اللاعب. واللاعب الذي كانت قيمته السوقية 5 ملايين يورو، يجني من ورائه وكيله ملايين حينما يصبح ثمن انتقاله مثلا 30 مليون يورو. ويرى توماس كيستنر أن وكلاء أوباميانغ وباييت لهم دور كبير في حدوث البلبلة حولهما. فأوباميانغ قال مؤخرا إنه يريد أن يفكر في مستقبله بعدما بلغ عامه السابع والعشرين، فينتقل في الصيف رغم أنه مضى على عقد مع دورتموند حتى عام 2020. أما باييت، الذي كان محبوب جماهير ويستهام فتحول إلى شخص يبغضونه بعدما أصر في العطلة الشتوية على الانتقال إلى أولمبيك مارسيليا الفرنسي رغم أن لديه تعاقدا مع النادي حتى عام 2021. ويقول المعلق الألماني إن لاعبي الكرة أنفسهم يستفيدون أيضا من الأعمال التجارية في الظل “والدليل هو ما كشف عنه موقع فوتبول ويكليكس”.
الحل في الدراسة والتراخيص الخبرة الألمانية مع الانتقالات في كرة القدم على مدار 50 عاما، يمكن من خلالها إصدار “كتيب واجبات” يتضمن مصلحة اللاعبين وكذلك مصلحة الأندية، يقول كيستنر. وإذا أصبحت مهنة وكيل اللاعبين يلزمها رخصة وتعد مثل أي مهنة أخرى ويكسب صاحبها سنويا في حدود 200 ألف يورو، فإن ذلك سيدفع الكثيرين من الدارسين المتمكنين لإدارة الأعمال إلى الالتحاق بتلك المهنة. وهذا مبلغ يساوي تقريبا ما تحصل عليه المستشارة الألمانية كراتب سنوي. وعندما تصبح هذه مهنة الدارسين المتمكنين وتدار في إطار تعامل صحي وواضح “فلن يكون هناك دور للآباء والأعمام والمدعين” في عالم انتقالات اللاعبين، كما يعتقد المحلل الألماني.
المصدر: دويتشه فيله